تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هذا جولاننا.. المناضل الجولاني أبو جبل .. وداعاً

الجولان في القلب
الأثنين 10/11/2008
بتكليف من السيد الرئيس بشار الأسد, قدم الدكتور غسان اللحام وزير شؤون رئاسة الجمهورية التعازي بوفاة المناضل أبو الجبل,

الذي توفي يوم 7/11/2008عن عمر يناهز ال82 عاماً, قضاها في العطاء والتضحية خدمة للقضية الوطنية السورية في الجولان.‏

هذا وقد تم وداع المرحوم إلى مثواه الأخير في جنازة رسمية وشعبية في مدينة جرمانا بمشاركة أصدقائه ومعارفه وعدد من المسؤولين في الحكومة والدولة وسجي جثمانه الطاهر في موقع عين التينة في الجزء المحرر من الجولان مقابل بلدة مجدل شمس, وفي مجدل شمس مسقط رأس الفقيد احتشد العشرات في منزل ابنه يوسف أبو جبل لتقديم العزاء وتم الإعلان عن إحياء موقف تأبيني للفقيد الراحل في مركز الشام واحتشد المواطنون والأقارب في الجزء المحتل من الجولان على جانبي خط وقف اطلاق النار حتى تم الانتهاء من مراسم دفنه في عين التينة المقابلة لقريته بناء على وصيته الأخيرة.‏

شكيب يوسف أبو جبل تاريخ حافل بالعطاء‏

الفقيد المرحوم من مواليد شهر آب عام 1925 في قرية الرامة في الجليل الأعلى في فلسطين وأطلق ذووه اسمه تيمنا بالمجاهد الكبير شكيب وهاب أحد مجاهدي الثورة العربية في العام 1916.‏

نزح ذووه عن قريته مجدل شمس أثناء الثورة السورية الكبرى حين هاجمت القوات الفرنسية القرية في العام 1925 وأحرقتها وخربتها وعاد مع ذويه في العام 1926 إلى مجدل شمس.‏

تعلم في مدارس مجدل شمس ودمشق, بعد الحرب العالمية الثانية عمل في خدمة الجيش العربي وعمل في منطقة غزة ويافا ثم في منطقة الكاظمية في العراق ثم عاد عودته إلى سورية في العام 1946 منهياً عمله في الجيش العربي.‏

في العام 1953 انضم إلى (أجهزة المخابرات السورية): الاستخبارات العسكرية في الجبهة السورية في الجولان وعمل في منطقة الجولان ولبنان حتى تاريخ انفصال الجمهورية العربية المتحدة بين سورية ومصر وتم تسريحه من فرع المخابرات بعد استلام الانفصاليين الحكم في سوريةوعاد إلى مجدل شمس للاهتمام بأراضيه ومزروعاته حيث تم تكليفه كقائد لمجموعة من الدفاع المحلي.‏

عضواً في مجلس الشعب لثلاث دورات متتالية‏

في الحادي عشر من حزيران عام 1967 غادر الجولان باتجاه دمشق بعد تأكده أن إسرائيل وضعت يدها على عدد كبير من الوثائق والتقارير الخاصة وبقي في دمشق حتى 18/2/1968,حيث قررت القيادة إعادته إلى الجولان واستطاع خلال مكوثه في دمشق دخول الجولان المحتل أكثرمن 63 مرة لاستلام تقارير من مقاومين داخل الأرض المحتلة, من بينهم أبناؤه يوسف والشهيد عزات الذي سقط شهيداً على خط وقف إطلاق النار أثناء تسليمه تقارير سرية إلى السلطات السورية.‏

وحين عودته إلى الجولان ,اعتقلته السلطات الإسرائيلية وخضع إلى تحقيق متواصل من قبل المخابرات الإسرائيلية التي اعتبرته صيدا ثميناً حتى الإفراج عنه بعد ثلاثة أشهر, نجح في مهمة خداع الإسرائيليين خلال عمله في صفوف المقاومة الوطنية.‏

استطاع شكيب أبو جبل توسيع نشاطه ونشاط أنصار وأعضاء المقاومة لتشمل الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء والحدود اللبنانية وخليج العقبة منذ عام 1967 ولغاية 1973, أبرزها النشاط الاستخباري الذي استطاعت المقاومة تقديمه للسلطات السورية وخط بارليف في شبه جزيرة سيناء, الأمر الذي سهل من تحرير المرصد في جبل الشيخ وعبور القناة (قناة السويس) أمام الجيشين المصري والسوري في حرب عام 1973.‏

في 27و28 كانون الثاني عام 1973 اعتقل شكيب أبو جبل على أيدي القوات الإسرائيلية بعد مداهمة منزله ليلاً, في هذا الوقت لم يكن يعلم أن ابنه عضو المقاومة الوطنية السورية في الجولان كان قد استشهد على خط وقف اطلاق النار بين سورية وإسرائيل وضبط معه أسماء حوالي 18 عنصراً من عناصر المقاومة الوطنية وحكم عليه بالسجن لمدة 30 عاماً, وأفرج عنه في 26 حزيران عام 1984 بعد صفقة لتبادل الأسرى بين الحكومة السورية والمحتلين الصهاينة.‏

الأسير المحرر شكيب أبو جبل حاصل على عضوية نقابة الفنانين للفنون التشكيلية بعد اصدار عدد من المعارض له وهي عبارة عن لوحات فنية رسمها داخل المعتقل الإسرائيلي وحائز على درع تحرير القنيطرة, وحائز على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة بعد اجتماعه بالرئيس الخالد حافظ الأسد الذي عمل على تكريمه وتكريم الجولان من خلاله, وقد انتخب عضواً لمجلس الشعب السوري لمدة ثلاث دورات متتالية.‏

توفي الفقيد تاركاً وراءه سجلاً رائعاً في النضال والتضحية حيث أمضى 48 عاماً خلف خطوط العدو, و12 عاماً في سجون ومعتقلات الاحتلال, و12 عاماً عمل في مجلس الشعب السوري.‏

توفيت زوجته ورفيقة دربه ونضاله أم يوسف بتاريخ 27/5/2008 وأمضى أيامه الأخيرة بين بناته وأحفاده في جرمانا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية