تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جولة رايس .. الترويج لبضاعة فاسدة

شؤون سياسية
الأثنين 10/11/2008
د. حيدر حيدر

تعرف كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية أن زيارتها الحالية إلى المنطقة تحمل طابعاً وداعياً وأنها مهما حاولت في تصريحاتها الاعلامية ضخ جرعات من التفاؤل فإن الحقيقة تبقى واحدة وهي أن جولتها بعيدة عن السلام وهدفها بالتأكيد(الترويج لبضاعة فاسدة).

فبعد اختتام زيارتها لرام الله وعدت رايس بنقل مسار أنابوليس إلى الإدارة الأميركية الجديدة بكلمات أخرى فقد تبخرت الوعود الكاذبة التي أطلقها رئيسها جورج بوش حول قيام دولة فلسطينية مع نهاية العام الحالي إذا رايس تحاول الايحاء بأن كل شيء يسير على ما يرام فهي تلفق الأكاذيب والوعود بدل القول الواضح والصريح بأن هذا العام لن يشهد أي اتفاق وأن الفشل هو سيد الموقف لأنها تراوغ وتدافع عن مواقف المسؤولين الاسرائيليين الرافضين للسلام والرافضين لقيام دولة فلسطينية بل والمصرين على استمرار الاحتلال والاستيطان وتشريد وترحيل الفلسطينيين.‏

إن وزيرة الخارجية المنتهية صلاحيتها بانتهاء ولايتها قريبا تكابر وتراوغ ولعلها يوما ما وبعد سنوات ستعرف الحقيقة المرة كما عودنا الكثير من المسؤولين الأميركيين السابقين الذين يقولون الحقيقة بعد تقاعدهم وهي أن اسرائيل عقبة كأداء في وجه السلام وأنها لا تريده ولا تسعى إليه.‏

وأن مسؤوليها وطوال الأعوام ومنذ مؤتمر مدريد للسلام كانوا يجاهرون برفض السلام العادل والشامل ويرفضون تطبيق القرارات الدولية الداعية للانسحاب من جميع الأراضي المحتلة والمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وحقهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس لذا كانوا يعرقلون كل الجهود السلمية ويتابعون قمع الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال ويشجعون الاستيطان ويتابعون محاولات تهويد القدس.‏

إن الواقع على الأرض يبرهن من جديد أن الصهاينة لا يستطيعون التعايش مع السلام العادل والشامل وأن العدوان هو شعارهم ويطبقونه يوميا أما التصريحات والأقوال وحضور المؤتمرات فهو لذر الرماد في العيون.‏

ورايس التي شاركت في اجتماع ممثلي اللجنة الرباعية في شرم الشيخ وبحضور مكثف لمسؤولين من دول عديدة تعلم تماما وبشكل مسبق أن اللقاء لن يسفر سوى عن بيان ختامي بروتوكولي وأنه سيبقى حبرا على ورق وهو ما حدث فعلا وكان الأفضل لها أن توفر الوقت والجهد والمال وألا تأتي إلى المنطقة بتاتا والتي عانت وتعاني من ويلات الإدارة الأميركية الحالية ما تعانيه.‏

لقد أكد شعث أن الأميركيين يريدون أن يختموا وعدهم بإقامة دولة فلسطينية قبل نهاية العام بالقول إننا فشلنا لكننا حافظنا على الطريق مفتوحة للرئيس المقبل ليكمل ما تحقق ويسعون إلى توضيح أن القضية مازالت جارية لم تذهب إلى طي النسيان لكن, وطالما أن رايس اعترفت بفشل الجهود وبتلاشي الوعود, كان عليها وهو أقل ما يمكن أن تفعله, أن تطالب الاسرائيليين بوقف الاستيطان المستشري وتجمده وأن تطالبهم برفع الحصار الجائر عن غزة ورفع القيود المجحفة على حركة التنقل, وأن تطلب منهم وقف أعمال القتل ضد الفلسطينيين.‏

ولكن, كبيرة ترتسم في الأفق فإدارة بوش الراحلة غير مأسوف عليها ومعها طاقمها الذي يضم رايس أيضا هي التي شجعت الارهاب الاسرائيلي ودعمته بالسلاح والمال كي يتابع القتل والتدمير ضد الشعب الفلسطيني وهي التي خططت مع الارهابيين في تل أبيب لشن عدوان سافر ضد لبنان في العام 2006. وبوش الذي وصف في حينه شارون الملطخ بدماء أطفال ونساء فلسطين بأنه (داعية سلام) هذا البوش نفسه شن حربا مدمرة ضد العراق, ودافع عن الاعتداءات الاسرائيلية وزودهم بالأسلحة الفتاكة وبالدعم المادي اللامحدود, كي يفتكوا بالمقاومة الفلسطينية وبالمقاومة اللبنانية وبكل من يقف في وجه مخططاتهم الاجرامية الساعية للسيطرة على المنطقة وثرواتها وشعوبها.‏

إن الارهاب الصهيوني متواصل, ولن تنفع جولة رايس الحالية في ذر الرماد في العيون, ولن يتمكن كلامها المعسول ولا حتى توقيعها على بيان عائم لا قيمة له من خداع العرب والفلسطينيين الذين يعرفون من هو باراك ومن هو نتانياهو واولمرت وليفني وغيرهم من الارهابيين الصهاينة الملطخة أيديهم بدماء العرب والفلسطينيين .‏

إنهم يحرضون أوباما ضد ايران وهم يعرفون حق المعرفة أن اسرائيل هي أم الارهاب وأبوه وأن تاريخها وتاريخهم حافل بالارهاب والاجرام الدموي على مر عقود عديدة.‏

فهل تفعلها رايس عند تقاعدها وتتحدث عن الحقائق وتعترف أن المسؤولين الاسرائيليين هم الرافضون للسلام وهم الذين يعرقلون الجهود السلمية?!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية