تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ملفات ساخنة..!!

لوس أنجلوس تايمز- بقلم: روزا بروكس- 7/11/2008
ترجمة
الأثنين 10/11/2008
ترجمة: ريما الرفاعي

منذ أن صرح السيناتور جون بايدن أن العالم سوف يختبر باراك أوباما بعد أن أصبح رئيساً للولايات المتحدة, ركزت الصحافة الأميركية على هذه العبارة )سيختبر العالم وعود أوباما(.

غير أنه من المفهوم أن كل رئيس جديد لابد أن يتعرض لاختبار ما بسبب الأزمات التي يمكن التكهن ببعضها منذ اليوم, ولست قلقة كثيراً جراء الاختبارات التي قد يتعرض لها أوباما, بقدر قلقي عليه من اختبارات الأمن القومي والمآزق الخارجية التي سوف تتركها له إدارة الرئيس جورج بوش.‏

ولنبدأ الحديث من الحرب في العراق, التي لم تعد تحتل عناوين الصحف الأميركية مؤخراً, بسبب انهيار مؤشر داو جونز واحتلال الأزمة المالية الاقتصادية صدر الصفحات الأولى للصحف الأميركية. ولكن المأزق العراقي لايزال موجوداً, ولايزال هناك نحو 150 ألف جندي أميركي في العراق, في حين تبذل الإدارة الحالية كل جهد ممكن لجعل مسألة تخفيض هذا العدد أو انسحاب القوات الأميركية من العراق قضية صعبة جداً أو ربما مستحيلة.‏

من الثابت أنه لايمكننا أن نترك خلفنا بلداً آمناً ومستقراً دون التعاون مع جيران العراق, غير أن الغارة التي شنتها قوات أميركية موجودة في العراق أخيراً على منطقة سورية أدت إلى توتير الجو مع سورية, وأدت المفاوضات الساخنة حول وضع القوات الأميركية في العراق إلى زيادة حدة التوتر مع سورية وإيران.‏

كما أن الخلافات بين واشنطن وبغداد حول الاتفاقية الأمنية وخاصة بشأن وضع الجنود الأميركيين, بترك هؤلاء الجنود دون أي أساس قانوني يستند عليه وجودهم في العراق عندما ينتهي تفويض منظمة الأمم المتحدة لوجود القوات الأميركية هناك مع نهاية العام الجاري. وفي أفغانستان انتقد أوباما على مدار سنوات إدارة الرئيس بوش بسبب عدم اهتمامها بالأوضاع السائدة وتعهد بنشر المزيد من القوات وتوفير الامكانيات المطلوبة لإنجاز المهمة هناك, ولكن طبيعة هذه المهمة لم تعد واضحة, مثلما لم يعد واضحاً ما إذا كان لدى قواتنا فرصة واقعية لإنهاء مهمتها هناك? وهكذا يجد أوباما نفسه أمام مأزق كبير في أفغانستان كما في العراق وفلسطين ورثه له جورج بوش.‏

كما أن باكستان لم تكن أبداً نموذجاً للاستقرار وبسبب الدعم العسكري غير المشروط الذي قدمته إدارة الرئيس بوش لعدة سنوات للرئيس الباكستاني السابق الجنرال برويز مشرف, زاد الوضع الأمني هناك سوءاً, واليوم فإن زيادة انتهاكات إدارة بوش لسيادة باكستان من خلال الضربات العسكرية داخل الأراضي الباكستانية, فقد توترت العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد, لدرجة غير مسبوقة.‏

إن أوباما لايعارض من حيث المبدأ توجيه بعض الضربات العسكرية داخل باكستان, بغض النظر عن موقف الحكومة الباكستانية غير أن المقربين منه يؤكدون أنه لم يكن يوافق على العديد من الضربات العسكرية التي نفذتها القوات الأميركية بالفعل في باكستان خلال الفترة الأخيرة, وفي كل الأحوال, سيرث أوباما وضعاً تراجعت فيه ثقة الباكستانيين بالولايات المتحدة إلى درجة الصفر تقريباً, بينما يصعب القول إن إسلام آباد تتمتع بالاستقرار أو تملك القدرة على السيطرة على الأوضاع الداخلية, هذا وضع يمكن أن ينفجر بوجهه في أي وقت.‏

إن تركة بوش لخليفته تبدو ثقيلة في ملفات شتى, سيكون أوباما محظوظاً لو أنه تمكن من تخطي بعضها خلال ولايته الأولى, أو على الأقل استطاع الحد من تداعياتها المرشحة للتفاقم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية