|
طب وجاء فيها ما خلاصته: (عندما اشتدت وطأة الحمى على ريكاردوس قلب الأسد قائد الحملة الأوروبية على الشرق العربي, بالاشتراك مع فيليب الكبير ملك فرنسا, وذلك في أيام صلاح الدين الأيوبي,كما اشتدت على قسم كبير من جيشه, بعث إليه صلاح الدين أمهر أطبائه للمعالجة. لم ينظر صلاح الدين وطبيبه إلى ريكاردوس نظرتهما إلى عدو خطر مقبل من أقاصي الغرب لمحاربة أهل الشرق, بل نظرة الإنسان السليم إلى أخيه الإنسان المريض. وأعان الله الطبيب العربي فشفي ريكاردوس على يده, كما شفي على يده جميع المرضى في معسكرات ريكاردوس.. عند ذلك قال له ريكاردوس: - اطلب ما تتمناه, تنله في الحال! فقال له الطبيب العربي الذي لم يقبل حتى كلمة شكر عن شفاهم: - هذا العلم من فضل ربي, ومن جهود العلماء وتجارب الأمم عبر آلاف السنين, وقد كان لمساعدة الاحياء في سبيل البقاء, لا طريقاً إلى الكسب والتبذخ.. لقد كفاني الله قوتي اليومي, ولا مطمع لي إلا بصفاء النفس وسلامة الضمير! وقد كان من نتائج ذلك أن تبدلت العلاقة بين الفريقين المتحاربين, إذ قرر ريكاردوس وفيليب الكبير مصالحة صلاح الدين, والعدول عن متابعة الحرب, وتبادل معه التحيات, كما تبادلوا جميعاً الهدايا, دلالة على المودة, وقفل الملكان الأوروبيان مع جيوشهما عائدين إلى ديارهما). وفي هذه المناسبة هناك في الحي اللاتيني بباريس متحف ملحق بكنيسة أثرية عمرها ألف وخمسمئة سنة كل ما فيه من أثريات يذكرك بالشرق وتاريخه في تلك المرحلة من عمر الزمان.. وقد رأيت فيه عدداً من الأوعية المعدنية والمصنوعات الشرقية التي أهداها صلاح الدين إلى ريكاردوس وفيليب الكبير.. وهي محفوظة في جو فيه الكثير من الاهتمام والاحترام! هذه سيرة ومسيرة الطبيب العربي, الذي تحلى وتمسك بكل النواميس الأخلاقية والمبادىء المهنية والمسلكية والإنسانية عبر كل العصور. |
|