تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التهديد مشترك

البقعة الساخنة
الأثنين 10/11/2008
احمد ضوا

لم يكن متوقعا أن تلقى افادات منفذي العمل الإرهابي في القزاز الترحيب من قبل بعض الأطراف اللبنانية وخاصة أولئك الذين تم ذكرهم فيها كممولين وداعمين لتنظيم فتح الإسلام الارهابي.

فالمعلومات التي قدمها المنفذون ليست المرة الأولى التي يعلن عنها فقبل سنتين ذكرت بمقال للصحفي الاميركي سيمور هيرش, إلا أن الجديد فيها هذه المرة صدورها عن أفراد مسؤولين ومنظمين في فتح الاسلام الأمر الذي أثار حفيظة تلك الاطراف التي أعلن المجرمون تلقيهم الدعم المالي والسياسي منها.‏

مع الأسف لايزال فريق لبناني يتعامل مع الإعلام الجماهيري بنوع من الاستهتار والاستغباء لدرجة أن البعض انبرى لإطلاق تسميات على ما جاءت به إفادات الارهابيين وتالياً ترويع اللبنانيين وتبشيرهم بحوادث أمنية جديدة علما أن المنطق يقول إنه يجب أخذ هذه المعلومات على محمل الجد لخطورتها وأهميتها في ان معا بالنسبة لامن لبنان والمنطقة بشكل عام, نظرا لارتباط فتح الإسلام بتنظيم القاعدة.‏

وهنا السؤال لماذا كل هذا الضجيج الذي يفتعله فريق سياسي لبناني إذا كانت الافادات غير صحيحة ومفبركة حسب زعمهم قبل التأكد من صحتها على الأقل عبر القنوات المفتوحة بين البلدين?‏

الملاحظ أن أفادات الارهابيين ذكرت تياراً بعينه في لبنان ولم تأت على اسماء محددة, والمعروف أن هذا التيار يضم شخصيات متنوعة الشيء الذي يفتح الباب للسؤال مجدداً الا يمكن أن تكون بعض هذه الشخصيات متورطة مع تنظيم فتح الاسلام?‏

وكذلك ما الذي يدفع بالمجرمين أن يذكروا طرفا بعينه في لبنان دون الآخرين?‏

وايضا من يدري بأن سورية ليس لديها من الاثباتات- طبعا هذا بالتحليل- التي تثبت تورط هذا الفريق مع فتح الاسلام.‏

مع الاسف اسئلة لم يفكر أحد من الاطراف اللبنانية طرحها والاجابة عليها قبل أن يطلقوا لافواههم العنان لتحويل الانظار عن الحقائق التي جاءت في الافادات.‏

إن ما أدلى به الارهابيون يثبت أن كلا البلدين سورية ولبنان مهددان بأعمال هذا التنظيم الارهابية وهذا يقتضي من بعض القوى السياسية في لبنان إجراء مراجعة ذاتية والقفز فوق مصالحها الشخصية والحزبية ورفع الغطاء عن كل الذين يقفون وراء فتح الاسلام لأن التجربة أثبتت أن مثل هذه التنظيمات سرعان ما تنقلب على داعميها وفقاً لتغيير الظروف والقوى والمصالح.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية