|
|
دمشق
ويحتفل الشعب الجزائري الشقيق هذه الايام بالذكرى الرابعة والخمسين لاندلاع الثورة الجزائرية ( ثورة المليون شهيد) التي تعد من أهم حركات الكفاح والتحرر في القرن الماضي وأنهت 132 عاماً من الاستعمار الفرنسي للجزائر. وترتبط سورية والجزائر بعلاقات متميزة تعود إلى الايام الاولى لاندلاع ثورة التحرير حيث شارك فيها الكثير من السوريين. وعرفت العلاقات السورية الجزائرية بعد الاستقلال تطوراً شمل التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والتربوية والصحية والاجتماعية حيث كان لاسهام سورية في حركة التعريب التي انطلقت فور الانتصار على المستعمر الدور المهم لابراز وتأكيد هوية الجزائر العربية. وشهدت هذه العلاقات خطوات متقدمة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها السيد الرئيس بشار الأسد للجزائر الشقيقة أواخر عام 2002 لتؤكد من جديد ان مايجمع البلدين متأصل وعميق الجذور تجسده العلاقات الوطيدة المستمرة دون انقطاع. وتنظر الجزائر إلى علاقاتها مع سورية بأنها متميزة ومن الواجب تطويرها بما يخدم مصالحها المشتركة ومصالح الامة العربية فيما تعبر باستمرار عن تقديرها لسورية التي اختارها الآلاف من الاشقاء الجزائريين ملجأ لهم عندما اشتد ظلم الاستعمار الفرنسي وقهره واستعباده وشكلوا باندماجهم مع أقرانهم السوريين جسراً أخوياً متيناً يربط البلدين الشقيقين. وترتبط سورية والجزائر بعلاقات اقتصادية واتفاقيات تجارية تعود إلى عام 1979 ووقع البلدان في ختام اعمال اللجنة العليا السورية / الجزائرية المشتركة في تشرين الاول الماضي اتفاقية وبروتوكول تعاون وبرنامجاً تنفيذياً في مجالات التعاون المختلفة تشمل الزراعة والتجارة والصادرات والصحة والشؤون الاجتماعية والتعليم العالي والبحث العلمي والتعاون الثقافي والنقل الدولي البري للركاب والبضائع اضافة إلى المجال القنصلي وانشاء مجلس رجال اعمال وكذلك برنامج عمل مشترك حتى نهاية العام الجاري. ويبلغ عدد سكان الجزائر نحو 35 مليون نسمة ومساحتها اكثر من ( ,382) مليون كيلومتر مربع تجمع في تضاريسها تبايناً كبيراً بين الشريط الساحلي الخصب وجبال الاطلس والصحراء الواسعة من الجنوب. وتمتد على ساحل المتوسط سهول التل الجزائري محتضنة معظم الاراضي الزراعية فيما الكثافة السكانية في الهضاب العليا. بينما تمثل الصحراء الجزائرية اكثر من 80 بالمئة من المساحة الكلية للبلاد ويحوي الجزء الشمالي منها واحات كثيرة اشهرها واحة أنفوسة و( ورقلة ) وحاسي مسعود في الجنوب الشرقي. وقد انضمت الجزائر إلى الامم المتحدة في ( 8) اب 1962 بعدما كانت قد قبلت عضواً بالجامعة العربية في ( 27) حزيران من العام نفسه. |
|
