تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أرقام ومعطيات عربية مخجلة

محطة
الأثنين 10/11/2008
د. خلف الجراد

تعاظمت العجائب والغرائب في أمتنا المعروفة بتاريخها الحضاري العريق, وامتلاكها طاقات بشرية جيدة, وثروات مالية وطبيعية كبيرة ومتميزة.

ففي الوقت الذي يعيش فيه حوالي مئة مليون عربي على أقل من دولار أمريكي في اليوم للفرد الواحد (ثلث مجموع العرب), أي بحدود 365 دولاراً في العام, فإن وسائل الإعلام العالمية تنشر باستمرار قصصاً وأخباراً حقيقية لممارسات شرائية, هي أقرب إلى الجنون والعته العقلي, والانهيار السلوكي والقيمي.. على شاكلة النماذج (التي أوردتها مجلّة »آخر ساعة« المصرية, عدد 29/8/2007), ومنها:‏

- إقدام شركة خليجية مرتبطة بأحد الأمراء على شراء حصة بقيمة 5 مليارات دولار لأحد أكبر أندية (كازينوهات) القمار في لاس فيغاس.‏

- شراء أمير عربي لشقة سكنية مساحتها ألفي متر في مشروع »وان هايد بارك« بقلب لندن بقيمة مئتي مليون دولار.‏

- تعاقد أمير عربي على شراء طائرة خاصة أشبه ما تكون بالقصر يحتوي على حمّام سباحة وموقف سيارات وغرفة نوم, على شكل خيمة بدوية بقيمة 500 مليون دولار.‏

- شخصية عربية اقتنت مجموعة اللوحات الكاملة للفنان «أندي وارول» (600 لوحة) بحوالي مليار دولار.‏

- ثرّي عربيّ اشترى لوحة تسجيل سيارة ذات أرقام خاصة بخمسة ملايين يورو, وآخر اشترى رقم هاتف محمول بعشرة ملايين ريال.‏

- تنفق المنطقة العربية خمسة مليارات دولار سنوياً على الدجّالين والمشعوذين وقضايا السحر والسّحَرَة.‏

- تنفق 7 مليارات دولار على مستحضرات التجميل سنوياًفي إحدى الدول العربية النفطية.‏

- ينفق المصريون مليارين ومئتي ألف جنيه على سرادقات العزاء وإعلانات الوفيات بالصحف, وإجمالي الإنفاق في مصر على المحمول وصل إلى 6 مليارات جنيه, بمعّدل 20 مليون جنيه يومياً, ويتوقع زيادتها قريباً إلى 9 مليارات جنيه, وينفق المصريون 186 مليون جنيه سنوياً على نغمات المحمول, وتستنزف المخدرات ,3 16مليار جنيه في مصر, وتم إنفاق 178 مليار جنيه خلال السنوات العشر الماضية على علاج المدمنين (ما يماثل إيرادات قناة السويس أو السياحة عن هذه الفترة). أما استهلاك المصريين للسجائر, فقد وصل إلى 19 مليار سيجارة تكلفتها 7 مليارات جنيه.‏

وعلى الجانب الآخر, فإن الإحصاءات تشير إلى أن نسبة البطالة في الوطن العربي بين القادرين على العمل تتجاوز 25 بالمئة, وسيصل عدد العاطلين عن العمل في عام 2010 إلى 25 مليوناً, 60 بالمئة منهم دون سن الخامسة والعشرين, وسيصل الرقم عام 2020 إلى 80 مليون عاطل (طبقاً لأرقام منظمة العمل العربية).‏

ومع أنه لا توجد معلومات رسمية وإحصاءات دقيقة عن حجم خسائر العرب في الأزمة المالية العالمية, التي تفجرت في أيلول الماضي, إلا أن هناك دراسات وتحليلات تتوقع أن الخسائر (العربية) تجاوزت إلى الآن عشرات, بل مئات المليارات من الدولارات. كما أنّ العرب يستثمرون في الخارج مئة دولار مقابل دولار واحد فقط في المنطقة العربية!!.‏

هذا في وقت لا تتجاوز فيه الميزانية المخصصة للبحث العلمي في الجامعة العربية إيرادات ناد ليلي أو ملهى في إحدى العواصم العربية, دون المقارنة طبعاً بتكاليف فضائية من الفضائيات العربية المتخصصة بنشر»ثقافة« الشعوذة والخرافة, والفتن الطائفية والمذهبية والعرقية.‏

فتأملوا في ما آلت إليه اليوم أوضاع أمتنا.. المنكوبة, المنهوبة والمسلوبة!!‏

www.khalaf-aljarad.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية