|
أخبار وشكلت إرثا صعبا من الأزمات الحادة حمل الكثير من التداعيات السلبية على الداخل الأميركي وعلاقات أميركا الدولية وسمعتها وهيبتها السياسية والعسكرية ومكانتها الأخلاقية وصورتها في الذهن العالمي. فمن أزمة الحرب على العراق إلى نظيرتها في أفغانستان وماعنته كل منهما من فشل استراتيجي وسياسي وعسكري كبير, فأزمة علاقات أميركا مع القوى المختلفة في العالم من روسيا الى الصين فإيران فسورية ودول أميركا اللاتينية وحتى العديد من دول أوروبا الحليفة لأميركا, وانتهاء بالأزمة المالية والاقتصادية الكبرى التي كشفت عيوب النظام الرأسمالي الحالي وسوء إدارته الأميركية وأثارت الخوف في نفس كل أميركي على المستقبل, كل هذه الأزمات تجعل أوباما يرث وضعا غاية في التعقيد وتجعل مهمة مواجهته والخروج منه مهمة صعبة وعسيرة على أي رئيس أميركي. لكن القول بأن مهمة أوباما في مواجهة إرث الأزمات هذا هي مهمة صعبة وعسيرة ومعقدة, لا يعني انعدام الحلول وانقطاع السبل أمام أوباما للعودة بأميركا الى العالم واستعادة مكانتها الأخلاقية ودورها المصداقي بعيدا عن الكذب والمراوغة والخداع ونهج الاستعلاء والمكابرة. فهذه الحلول والسبل قائمة وموجودة وهي تكمن حصرا في شعار التغيير الذي طرحه أوباما عنوانا عريضا لحملته الانتخابية وشكل أحد أهم عوامل فوزه المستحق. لكن السؤال هنا : ما نوع التغيير الذي بشر به أوباما لإنقاذ أميركا من أزمات بوش وتحسين صورتها في العالم. هل هو تغيير في طبيعة السياسات وجوهرها أم تغيير في الوسائل والأساليب فقط ...? على أوباما إذا أراد تخطي أزمات أميركا الصعبة أن يحدث تغييرا جذريا في صلب السياسات, والاستراتيجيات التي كرسها أسوأ عهد سياسي شهدته أميركا وهذا يتطلب سياسات جديدة وتخلياً عن استراتيجية الأوهام ونظرة جديدة الى العالم تبنى على احترام مصالحه ورؤاه وتنفتح على الحوار والتعاون مع قواه المختلفة وتعتمد مبادىء العدل والمنطق في حل مشكلاته, ودون هذا التغيير تصبح مهمة الخروج من إرث بوش الصعب أكثر من مستحيلة . |
|