|
حدث وتعليق والتأسيس ل « أميركا جديدة» متحررة من كراهيتها للعالم ومن كراهية العالم لها, وهي الصورة التي كرستها ادارة بوش حتى الايام الاخيرة من وجودها في السلطة. وبالفعل, لقد اشبع أوباما نفسه خلال حملته الانتخابية هذه الادارة وسياساتها نقداً وتجريحاً, وعليه الآن الانتقال إلى المرحلة التالية من أجل بناء سياسات جديدة ترتقي إلى الآمال التي علقها عليه الشعب الاميركي أولاً ثم مجمل شعوب الارض, ومن ضمنها شعوب المنطقة التي عانت اكثر من غيرها من عدوانية المحافظين الجدد وعسفهم. ومن غير المفيد طبعاً استخلاص عبر تشاؤمية من الخطوة التي اقدم عليها اوباما بتعيين رام ايمانويل وهو أحد الموالين لاسرائيل في حملته الانتخابية, بمنصب كبير الموظفين في البيت الابيض, ومازال في جعبة المتفائلين بأوباما الكثير من الامل بأنهم على موعد مع سياسات اميركية مغايرة ترفع عن شعوبنا بعض الظلم التاريخي الذي ألحقته الولايات المتحدة بها والذي تضاعف كثيراً في عهد الادارة المنصرفة غير المأسوف عليها. ان اصلاح الخراب الذي ألحقته ادارة بوش في كثير من بقاع الارض تحت ذريعة مكافحة الارهاب أو ذرائع اخرى واهية من العراق وأفغانستان حيث زرعت بذور الانقسام والفتن إلى فلسطين التي مكنت فيها للمحتل وشجعت الاقتتال بين الاخوة, وصولاً إلى دارفور وفنزويلا ومناطق شتى كانت ضحية للبلطجة الاميركية إن ذلك كله, يتطلب فضلاً عن النيات الطيبة التي نحسب انها موجودة لدى هذا الرجل وبعض فريقه على الاقل, الكثير من الجرأة والعمل المخلص لاستعادة بعض التوازن والمصداقية في سياسة بلادهم الخارجية. |
|