تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مصلحة من هي?!

الافتتاحية
الأثنين 10/11/2008
بقلم رئيس التحرير: أسعد عبود

رغم كل ما تعرضت له سورية من ضغوط وتهديدات, وما عرفته من وعود وتحليلات, ظلت بوصلتها تؤشر إلى المصلحة القومية وهي مصلحة وطنية..

ومن أجل الصيغة الأمثل لتحقيقها, رأت سورية دائماً أن الحالة القومية هي التي يمكن أن تواجه المخاطر والتهديدات , ومايواجهه قطر عربي يواجهه الأمن القومي العربي دون استثناء أي بلد.‏‏

إلى حد ما تبدو هذه المقولة من الماضي, لكن الحاضر الراهن في العالم كله يعيدنا إليها.. وقد كان القفز من فوق هذا السور (سور القومية العربية) شبه مستحيل على الدول العربية إلا إذا كان بين العرب من يعجبه الواقع العربي الراهن بكل تفاصيله.. ابتداء من الواقع الاقتصادي وانتهاء بطوفان الدم العربي.‏‏

والذين راهنوا على جيل عربي شاب يتجاوز العقيدة القومية.. أو الحقيقة القومية.. خسروا الرهان.. فقد جاء الجيل الشاب ربما أكثر تمسكاً بقوميته من الأجيال التي سبقته, وهذا يعود إلى شدة ما يواجهه..‏‏

هذا ما أشار إليه السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه في البرلمان الانتقالي العربي يوم أمس الذي وصفه بأنه المؤسسة الأولى للعمل العربي المشترك.‏‏

السيد الرئيس بشار الأسد يمثل الأنموذج الأوضح لارتباط الجيل الشاب بالمصلحة القومية العربية وبالفكر القومي.. فهو صاحب الفكر الحديث.. والرؤية المعاصرة.. يحمل راية العروبة دون خوف أو كلل.. فهل هناك من يراهن على خلاف ذلك..?! وهل أثر ذاك الرهان الفاشل على موقف بعض القوى منه..‏‏

السيد الرئيس لم يكتف بتقديم أنموذج للعقيدة القومية لدى الجيل العربي الشاب.. بل قدم من خلال نجاحه السياسي دليلاً على نجاعة هذا الفكر وصلاحيته للحياة المعاصرة.‏‏

لا نقول ذلك اعتماداً على خيال.. بل على حقائق معاشة ومعروفة.. فقد واجهت سورية خلال بضع السنوات الماضية من الضغوط ما كان مرسوماً له أن يخرجها من المعركة.. ونجحت فعلياً في حماية كل مرتكزات توجهاتها السياسية الأساسية. بدءاً من صيانة نفسها وحماية أمنها ومروراً بمواقفها الصريحة لمواجهة مايتعرض له اي قطر عربي وانتهاء بإنقاذ مؤسسة القمة العربية من خطر الانهيار الذي يهددها.‏‏

سورية لا تنظر إلى مصلحة عربية في دولة شقيقة على أساس مصلحتها الخاصة, بل المصلحة المشتركة ومصلحة الدولة الشقيقة وشعبها أولاً.. هي من هذا المنطلق تعلن رؤيتها لواقع العراق وفلسطين ولبنان والسودان وكل الوطن الكبير.‏‏

انه تحسس الوجع في الجسد العربي.. ولايحرجنا أبداً أن نقرأ الحقائق كما هي اعتماداً على مايجري.‏‏

ودون محاباة وخلط للأوراق وإطالة للتفسير..‏‏

الاحتلال هو الاحتلال.. وليس فيه ماهو قابل للتصويب باتفاقية.. والسلام هو السلام لايمكن أن يقوم إلا بانتفاء الاحتلال.. والسيادة هي السيادة التي تحمي الارض والقرار وحقوق الجوار والقانونين المحلي والدولي..و هكذا.‏‏

سورية تعرف مصلحتها بدقة وتراها مرتبطة بالمصلحة القومية من جهة وبمصلحة دول المنطقة وشعوبها, صاحبة الحق والامل بالاستقرار والعمل المشترك من جهة اخرى .. ولاتقبل استبدال العداء للغزو الخارجي بكل أشكاله بالعداء المصطنع بين دول المنطقة بعضها لبعض.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية