|
فواصل كالمطر يهطلون مقطعي الأوصال حين تداهمهم قذائف حقد عمياء. دماؤهم تنتشر في كل مكان، بقايا من لحم وشعر يلتصق على الجدران، وعلى قلوبنا المكلومة. تلك القذائف الحاقدة لا ترسل إنذارات، تضرب بشكل عشوائي، لا يحترمون هدنة ولا اتفاقاً، الحقد يأكل قلوبهم من الصمود والصبر السوري،ينتهكون الهدنة في حلب ويرسلون رسائل كرههم الأسود . دموع براءة ودم أبرياء، ينداح وينسكب فوق الأرض الطاهرة، حزينة أجراس الكنائس، حزينة مآذن المساجد، يحمل التكبير فيها غصة الألم، وآهات المقهورين، وحشرجة الموت ، بعد أن جعلوه عنوانا لإجرامهم، ودمويتهم. شيء يشبه الحلم ، من العبث والخيال الأسود، ويصبح اللا منطقي معقولا تفرضه عقول الجهالة والانتقام على كل حي ومدينة، لم تستجب لثورتهم المزعومة. تصبح الحياة مضغوطة ومغلفة بالخوف والقلق، في كل بقعة قسموها نصفين، نصف يحاولون تهجينه،وما أمكنهم ذلك، وقسم لازال يقاوم ويقاوم ويصمد في وجه اعتداءاتهم، يتسابق ساكنوه مع الموت على يد عديمي الرحمة الجهلاء الذين يزيتون سلاحهم بدماء البسطاء. حقد وموت وفساد وانعدام أخلاق، يمارسها بعض السوريين المغيبين ،مع القادمين من جهالة صحارى الربع الخالي. (بيفرجها الله)هي الجملة الأكثر تداولا وتردادا بين السوريين كناية عن الصبر، ولتطمئن القلوب التي أنهكها الموت والقتل والدمار. (بيفرجها الله) ليست استسلاما والسوريون يرون انجازات جيشهم البطل،بل هي درع إضافي للصمود والتحدي. ليست شعارا للاستهلاك والخنوع بل هي ناموس للعيش،لتبدو حقيقة ما يعانيه السوري من موت ودمار، قابلة للفهم والإدراك.....وبيفرجها الله. |
|