|
دمشق فرضت التعاون بين القطاعين والاستفادة من كل الإمكانيات المتاحة وفي كل المجالات وخاصة الصناعة بوصفها قاطرة النمو وأحد أهم مدخلات الناتج المحلي الإجمالي ومناسبة هذا الحديث الآن هو طلب رئيس الحكومة إعادة دراسة التشاركية وفق نظام (Pot) للمشروع المطروح بشركة اسمنت عدرا. قانون التشاركية صدر مطلع العام الحالي وتسري أحكام هذا القانون على عقود التشاركية التي تعقدها الجهة العامة مع القطاع الخاص من أجل إحداث أو تطوير أو توسيع المشروع واستثماره من قبل القطاع الخاص بمفرده أو بالمشاركة مع جهة أخرى عامة أو خاصة عن طريق شركة المشروع وبحيث تكون عائدات القطاع الخاص بشكل أساسي من عائدات المشروع نتيجة استثماره بشكل مباشر أو من قبل شركة المشروع وفقاً لبنود عقود التشاركية. ويهدف القانون إلى تمكين القطاع الخاص من التشاركية في واحد أو أكثر من أعمال إعادة التأهيل أو تطوير أو إدارة وضمان أن تكون الخدمات المقدمة عن طريق هذه التشاركية قائمة على أسس اقتصادية سليمة وكفاءة عالية بالأداء وأن تقدم بالأسلوب الأنسب وتحقق قيمة مضافة إلى الموارد المحلية وضمان الشفافية وعدم التمييز وتكافؤ الفرص والتنافسية وسلامة ومشروعية جميع الإجراءات الخاصة بعقود التشاركية وذلك لضمان تأدية الخدمات على نحو يتوخى المصلحة العامة مع ضمان جميع حقوق الأطراف ومنهم المستفيدون النهائيون من الخدمات والمستثمرون من القطاع العام التشاركية في قطاع الاسمنت تكتسب أهمية كبيرة خاصة أن الاسمنت السوري له سمعته ومكانته عربياً ويشكل رافداً مالياً مهماً للخزينة وكونه أحد المواد الرئيسة في البناء وإعادة الإعمار والاستثمار فيه يتطلب رأسمالاً ضخماً وتقنيات متطورة في الإنتاج والنقل وأيدي عاملة مدربة كما أن استيراده يكلف أموالا طائلة وقد سبق أن تعاون بين القطاعين العام والخاص في شركة اسمنت طرطوس ومن السابق تقييم هذه التجربة التي لا تزال قيد البحث. الدكتور عابد فضلية استاذ التحليل الاقتصادي بجامعة دمشق أكد أنه من حيث المبدأ التشاركية، كفلسفة وكنهج وكأسلوب تعاقدي، وكل ذلك يتطلب وجود عقلية (حكومية) و(خاصة) منفتحة ومرنة وموضوعية وشفافة ومتوازنة، كما ويستلزم وجود تشريعات وإجراءات تحقق العدالة والتوازن بين الشركاء، لكي تتحقق المواءمة بين الربحية المادية للخاص وبين تحقيق الأهداف التنموية والاجتماعية، وباعتبار أن خلق هذه المتطلبات أو الشروط ليس من اليسير تصميمه قانونياً وفنياً ومالياً وضبطه في التنفيذ ليس سهلاً، فيعني أن المحاذير كثيرة، فالقطاع الخاص لا يزال غير ديناميكي بشكل كاف والعام لا يزال يحتاج إلى تعزيز كفاءاته ومهاراته المتعلقة بالمشاريع المشتركة، ويُخشى أيضاً من تراخي ممثلي الشريك الحكومي تجاه الخاص، عدا عن الخشية في إطار كل ذلك من ممارسات الفساد. أخيراً إن هذه التجربة تم تطبيقها في عدة دول ولاقت نجاحاً كما في ماليزيا وهي تؤسس لتجارب أخرى مع حاجة القطاعين العام والخاص لبعضهما في ظروف صعبة فرضتها الأزمة تتطلب جهود الجميع لتجاوزها والتوسع بالاستثمار وزيادة الإنتاج والدراسة المتأنية للمشروع لدفع عجلة الإنتاج الوطني إلى الأمام وذلك بدلاً من أن يعيش كل منهما في دوامة الانتظاروالأمل. |
|