تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


غليان شعبي تنديداً بمحاولات «العدالة والتنمية» الانقلاب على الدستور: تركيا ستبقى علمانية.. ولن نسمح باستخدام الدين لأغراض سياسية

وكالات - الثورة
الصفحة الأولى
الأربعاء 27-4-2016
أشعلت دعوة حزب العدالة والتنمية إلى إلغاء علمانية تركيا غضب المعارضة في هذا البلد وأنزلت العلمانيين الأتاتوركيين إلى الشارع بمظاهرات احتجاجية احتشدت أمام البرلمان تنديداً بتصريحات رئيسه الإخواني إسماعيل كهرمان،

بينما استخدمت شرطة النظام التركي كعادتها وسائلها القمعية كالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين الغاضبين واعتقلت عددا كبيرا منهم.‏

رئيس البرلمان التركي عضو حزب العدالة والتنمية كهرمان دعا إلى إلغاء العلمانية من الدستور الجديد والاعتماد على الدين فقط.‏

ونقلت وكالة أنباء الأناضول الناطقة باسم النظام التركي عن كهرمان قوله خلال مؤتمر صحفي في اسطنبول: إننا بلد مسلم وبالتالي يجب أن نضع دستوراً دينياً ولكن قبل أي شيء آخر يجب ألا ترد العلمانية في الدستور الجديد.‏

أحزاب المعارضة انتقدت تصريحات كهرمان وأكدت أنها دليل على استخدام الدين لتحقيق أهداف سياسية، وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو في حسابه على موقع تويتر مخاطبا كهرمان: إن الفوضى التي تسود الشرق الأوسط هي ثمرة عقليات تقوم على غراركم بتسخير الدين أداة سياسية، مضيفاً ان العلمانية موجودة من أجل أن يتمكن كل فرد من أن يمارس ديانته بحرية.‏

وتنديداً بتصريحات كهرمان نظمت حركة حزيران الموحدة وحركة التنوير المناهضة للرجعية مظاهرة احتجاجية أمام البرلمان في انقرة مطالبة بالحفاظ على النظام العلماني للدولة، بينما اعترضت الشرطة طريق المتظاهرين المتوجهين نحو البرلمان واطلقت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي لتفريقهم واعتقلت عددا كبيرا منهم.‏

وقال موقع ايليري خبر التركي: إن الشرطة التركية أوقفت 14 طالبا بينهم 3 أعضاء في اتحاد أندية الفكر بجامعة يلدز التقنية بمدينة اسطنبول بعدما قامت بممارسة العنف ضدهم وضربهم، مشيرا إلى أن الشرطة اعتقلت الطلاب أثناء عملهم على إعداد بيان للتنديد بتصريحات كهرمان.‏

وأكد الموقع أن مجموعة موالية لتنظيم داعش الإرهابي حاولت إزالة ملصق بعنوان «سنكسب العلمانية» علقه أعضاء اتحاد أندية الفكر في حرم جامعة اسطنبول.‏

وأوضح الموقع التركي أن شرطة النظام تهجمت على الطلاب الذين حاولوا حماية الملصقات من الاعتداءات، لافتا إلى إصابة أحد أعضاء اتحاد أندية الفكر بجروح جراء هجوم الشرطة.‏

ومن المقرر أن تجري مظاهرات أخرى في مناطق تركية أخرى احتجاجا على تصريحات كهرمان.‏

وسادت حالة من الغليان تركيا عقب تصريحات كهرمان الانقلابية تنديدا بما سموه بـ»أسلمة الدستور» والخروج عن مبادئ مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، ووصلت الاحتجاجات لمواقع التواصل الاجتماعي، حيث احتل هاشتاج معناه بالعربية «سنكسب العلمانية» صدارة مواقع التواصل في تركيا خلال ساعات معدودة فقط.‏

وكتب من يطلقون على أنفسهم أتاتوركيون على صفحتهم على تويتر ( تركيا علمانية وستبقى علمانية، فلن نسمح لأصحاب العقليات الرجعية بإقحام أفكارهم بالدستور).‏

على صعيد آخر أعلنت مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن تركيا لا تزال بعيدة عن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.‏

ونقل موقع روسيا اليوم عن موغيريني قولها في تصريحات للصحفيين في بروكسل أمس: نحن بعيدون عن ذلك حتى الآن وكل شيء يعتمد على سير المفاوضات مع تركيا، مضيفة أن المفاوضات هي الفرصة الوحيدة لمساعدة تركيا على تحديث الدولة والتقيد بأسس القانون بما فيها حرية عمل وسائل الإعلام وحرية التعبير.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية