تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ينافقون بالحل السياسي

حدث وتعليق
الأربعاء 27-4-2016
ناصر منذر

المراوغة والنفاق صفتان أساسيتان تلازمان السياسة الأميركية، لا بل وترتكز عليهما واشنطن لتنفيذ مخططاتها العدوانية ضد سورية، بهدف تحقيق مشروعها التقسيمي الكبير المعد للمنطقة عبر البوابة السورية،

فالادارة الأميركية تقول الشيء وتفعل النقيض تماما, فنجدها تتشدق بمكافحة الإرهاب، وتقدم له كل وسائل الديمومة والاستمرار في الوقت نفسه, وتدعي الحرص على إيجاد سياسي للأزمة، بينما هي في واقع الحال تدفع باتجاه تصعيد الأوضاع، وتحريض إرهابييها «المعتدلين» للانقلاب على كل التفاهمات الدولية، وهو ما يترجم اليوم بالاستمرار بخرق اتفاق وقف الأعمال القتالية، واستهداف الأحياء السكنية بقذائف الحقد السعودي والتركي.‏

وما يجري في جنيف من محاولات نسف الحوار السوري، من خلال مشغلي وفد الرياض، لا يمكن فصله عن سياسية المراوغة الأميركية، حيث لا يمكن لداعمي الإرهاب ومعطلي الحل السياسي أمثال نظام أردوغان وبني سعود أن يحوكا بغير المقص الأميركي، وحالة الهيجان التي تنتابهما اليوم لزيادة دعم الإرهاب، عبر تجنيد مرتزقة جدد، وتزويدهم بأسلحة أكثر تطورا، وتسهيل عبورهم إلى داخل الأراضي السورية لمحاولة تغيير موازين القوى على الأرض، كل ذلك يأتي ترجمة لتعليمات المايسترو الأميركي الذي ينافق بالحديث عن الحل السياسي.‏

كذلك فإن إعلان أوباما عن نية إدارته إرسال ما سماهم مدربين عسكريين إضافيين إلى سورية بحجة التصدي لداعش، بعد أقل من 24 ساعة على تأكيده بأنه من الخطأ إرسال قوات برية، يؤكد للمرة الألف بأن واشنطن ليست في وارد الحل السياسي على الإطلاق، وكل مزاعمها الكاذبة إنما تعكس حالة اليأس التي وصلت إليها بعد أن فرض الجيش العربي السوري معادلاته الميدانية على الأرض، وألحق الهزائم تلو الأخرى بتنظيماتها الإرهابية.‏

منذ بدء الأزمة، والولايات المتحدة تعتمد استراتيجية واضحة لدعم الإرهاب، ترتكز في أساسها على كيفية استثماره وتوظيفه لخدمة مشروعها التقسيمي، وقدمت كل ما باستطاعتها لتحقيق أهدافها، ولكنها تجد نفسها اليوم في المربع الاول، وانها على أبواب هزيمة مفضوحة أمام صمود السوريين، وانتصارات الجيش العربي السوري في الميدان، ولذلك نجدها تستمر في المراوغة والكذب في حديثها عن الحل السياسي لكسب الوقت ريثما تعيد ترميم ما تكسر من أذرعها الإرهابية، ولكنها ستدرك في النهاية أن حساباتها وأجنداتها لا يمكن أن تنطبق على حساب البيدر السوري.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية