تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نسخة عنه..!

كبسة زر
الأربعاء 27-4-2016
سعاد زاهر

بعد فترة قصيرة يتحول الفيس بوك، إلى اعتيادي، يخفت وهجه، تبدأ بتقليبه كأنك تقلب كتاباً اعتدت قراءته، كلما أتاك الضجر.. !

تمر سريعا على الأفكار، يفاجئك بعضها بنقائه، ويؤلمك بعضها بحدة حنقه وغضبه، وكيف تتحول الفكرة إلى سم سريع الانتشار، كأنه لدغة ثعبان لاشفاء منه.. عبثا تحاول تلك الأفكار السامة أن تنشر سمها عبر تلك الصفحات، معتقدة أنها تملك وحدها الحقيقة، مغيبة أي بعد إنساني لآخرين يمتلكون مثلها الحق في رؤى وحياة وقناعة وإيمان مختلف.. !‏

غالبا لايبدو الفيس فرصة لتبادل وجهة نظر بحرية ووضوح، وجهة نظر الآخر، دون إدانته، حين تتابع الردود تجد الرأي المغاير يتم تجاهله، وهو عموما نادر.‏

سبب ندرته أن الأصدقاء الفيسبوكين لايقبلون سوى نظرائهم، سوى من يتفقون معهم، وان كانوا في السابق أصدقاء ولم يشطبوا بعضهم رسميا، فان آراءهم تقابل اما بعدائية غريبة، أو يتم تجاهلها، باعتبارها غير قابلة للإصغاء.‏

أغرب ما في الأمر..أن تلك الصفحات أتاحت لنا الاتقاء بأصدقاء افتراضيين، قد تجد لديهم فكراً نزيهاً، وفهماً لرأيك، ذاك الذي يعانده صديقك المقرب، يريد منك، التخلي عنه، وإبرام صفقة مع آراء أخرى، لاتمت إليك بصلة.. ولايمكنها بأي حال أن تقترب منك أو من روحك..‏

هكذا يلح كل منا على الآخر لكي يريد منه أن يشبهه، أن يكون صورة منه وعنه.. حينها تراها هل سيشعر بالانتصار، والزهو..أم انه سينسى ما فعل وينصرف إلى تشويه جديد..!‏

soadzz@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية