|
حديث الناس يحتاجون في كل مرحلة من مراحل عمرهم إلى توفير الظروف الملائمة التي تضمن لهم نشأة متوازنة وصحيحة ليكونوا أشخاصاً إيجابيين وفاعلين في محيطهم الاجتماعي. ولذلك كثيراً ما كان ينظر إلى المدارس على أنها مدارس للتربية والتعليم، ما يعني أن تسمية وزارة التربية لم تأت بالمصادفة وإنما هناك مهمة كبيرة ملقاة على عاتق الكادر التعليمي والتدريسي وحتى الإداري في جميع مدارسنا، وهي «التربية» تتطلب المزيد من الإتقان في إنجاز هذه المهمة. فمن بين المشاهد التي باتت تتكرر يومياً في بعض مدارس التعليم الأساسي حتى الثانوي نجد الكثير من الحالات التي لا تنسجم مع الدور المناط بإدارة المدرسة ولا حتى ببعض المعلمين والمعلمات فيها، ما ينعكس بشكل سلبي على التلاميذ والطلاب فيها بشكل مباشر. ولعلنا نذكر كيف أن المعلم سابقاً كان ينظر إليه على أنه القدوة بالنسبة للطلاب وحتى تجاه أبناء حيه أو مجتمعه الصغير الذي يعيش فيه، وكيف أن الكثير من الطلاب حتى بعد أن تخرجوا من الجامعات وانصرفوا إلى أعمالهم بقيت في ذاكرتهم ووجدانهم تلك القيم التي تعلموها على مقاعد الدراسة. ما يعني أن المعلم كان مصدراً للقيمة، وبمعنى آخر كان مصدراً للقيم والمبادئ السامية التي يجب أن ينشأ عليها الأبناء ويحافظوا عليها ويكونوا مصدر نشر لها ومتمسكين بها. وعلى الرغم مما تقوم به وزارة التربية وتصدره من توجيهات وتعليمات وتؤكد على المزيد من الاهتمام والرعاية، إلا أن هذا الجانب بات اليوم بأمس الحاجة إلى مزيد من التدقيق في جوانبه أكثر ربما من التدقيق في مسألة التعليم نفسها التي هي أيضاً ليست في أحسن أحوالها هذه الأيام في بعض مدارسنا العامة.. |
|