تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ضم شمل البلاد

مجتمــــع
الإثنين 20-8-2012
ملك خدام

هل ننسى ماجينا حكاية جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب (جعفر الطيار) مع راية الإسلام والعروبة -الحقة- عندما بترت في معركة مؤتة يداه فضم الراية الخفاقة بعضديه وظل يقاتل دونها حتى فاضت روحه واستشهد ليستلم الراية منه قبل أن يسقط صريعاً صحابي آخر هو عبد الله بن رواحة الذي ظل ينافح

عن الراية الخفاقة حتى استشهد هو الآخر وظلت الراية تنتقل -ورحى المعركة دائرة- من صحابي جليل إلى آخر إلى أن انتصر المسلمون على أعداء الأمة والإسلام الذي خفقت رايته اليعربية شامخة تعلن بدء التاريخ الإسلامي المجيد بنهوض أول دولة أسسها الرسول (ص) للعرب والمسلمين.‏

من إرث هذ الحكاية المشعة بالنور نفهم رمزية (الراية) التي تعني (وطن) لايسقط ولن يسقط أبداً مادامت بيد من هم «أهل الراية» وفي نشيد الجمهورية العربية السورية دون سواه نجد ما يختزل هذه المعاني السامية لتلك الحكاية -الشاهد- في تمثل ذلك العناق الأبدي السرمدي مابين هذا الوطن وذاك العلم الذي يضم بنجمتيه الخضراوين وتماهي طيف ألوانه الصوفية مابين دم الشهيد وسواد العين المتعشق في بياضها مااستحق عن جدارة وامتياز أن يؤرشف له كتاريخ متكامل في الفيلم السوري (راية وطن) الذي ابتدىء التصوير فيه مؤخراً وهو الذي يوثق -حسب مخرجه المهند كلثوم- المراحل التاريخية التي مر بها علم الجمهورية العربية السورية والتغييرات التي طرأت عليه خلال المراحل السياسية والزمنية التي رافقت تبديل العلم بدءاً من الثورة العربية الكبرى وحتى هذا اليوم وهدف الفيلم - كما قرأنا- تقديم مادة حقيقية تتمتع بالمصداقية وتستند إلى شهادات مختصين ووثائق أرشيفية تربط الماضي بالحاضر بتكنيك سينمائي يرافق الفيلم.‏

فعلم البلاد بنجمتيه الخضراوين لايبدو في سياق أحداث الفيلم مجرد قطعة قماش مشغولة ومطرزة بعناية بقدر ماينهض كرمز وشعار يحمل قدسية (الأرض والعرض) مايطرح السؤال وشبابنا يندفعون بحماس الآن لتلبية خدمة العلم هل ينهض وطن بعد سقوط علم؟ فكيف بعلمنا الذي يرفرف شامخاً على قمة قاسيون ويخفق بنبض البلاد التي لم شملها من شمالها لجنوبها ومن شرقها إلى غربها فلم لانسود ولم لا نشيد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية