تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الوضع الفلسطيني الراهن والضرورات المهملة

شؤون سياسية
الإثنين 20-8-2012
 بقلم: نواف أبو الهيجاء

أوساط حركتي فتح وحماس أعلنت ان الطرفين سيعقدان اجتماعات جديدة بعد عطلة عيد الفطر السعيد لبحث امكانية انفاذ خطوات المصالحة الوطنية الفلسطينية . لكن التساؤل المشروع هو : ماذا عن اتفاق القاهرة الثاني الذي أبرم

من قبل الطرفين منذ نحو سبعة اشهر ؟ لماذا لم تتم أي خطوة في الاتجاه السليم ؟ لا وزارة وحدة ولا إعادة هيكلة وبناء منظمة التحرير الفلسطينية و لا إعلان الاتفاق على منهج وإطار سياسيين يسهلان استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وليس فقط ( المصالحة ) ؟‏

انشغل الطرفان في كل من رام الله والقطاع كل في مشاغله الخاصة ووفق أجندته الخاصة . فالسلطة الفلسطينية لا تزال تراهن على عودة المفاوضات التي يعتبرها الرئيس الفلسطيني الطريق الاوحد وليس من سواها بينه وبين المحتلين . اما في القطاع فعلاوة على مشكلات الحصار هناك المراهنة على النظام الجديد في مصر والى الحد الذي بات يقيناً ان الحصار سينتهي وان اتفاقية كامب ديفيد سيعاد النظر فيها بدليل ان القوات المصرية دخلت الى سيناء – قفزا من فوق اتفاقية الكامب – لكن ليس بعيدا عن الموافقة الصهيونية المعلنة – استثناء لأن الاوضاع في سيناء استثنائية .‏

ما نود قوله هو ان الطرفين الفلسطينيين القويين ينهمك كل منهما بهمومه الذاتية اكثر من انشغالهما بما يريده الواقع الفلسطيني وبما يتمناه الشعب الفلسطيني . فثمة ما هو راهن وخطير في الضفة الغربية والقد س خصوصا – التهويد على قدم وساق ولم يبق لفلسطينيي الضفة من اراضيهم المحتلة عام 67 الا اقل من 40% فقط وحبل المصادرة والتهويد على غاربه – كما ان عملية او احتمال القيام بعملية ضد الاقصى قيد العمل وربما تتم المفاجأة على حين غرة بينما الطرفان الكبيران مشغولان كل في اجندته الخاصة .‏

اين المشاريع الوحدوية الفلسطينية مادامت سلطة رام الله تكتفي باجراء انتخابات بلدية تقتصر على الضفة ؟ لماذا محاولة تكريس انقسام الارض والشعب بين الضفة والقطاع ناهيك عن اهمال الملايين من ابناء النكبة خارج الوطن المحتل وعدم التطرق الى حقهم في العودة وفي انتخاب مجلس وطني فلسطيني يمثلهم حقا ؟‏

الحقيقة أن الهم الفلسطيني اليوم اصبح اكبر من قدرات الطرفين ( حماس وفتح) وحدهما وان الهم يجب ان يدفع كافة القوى والاحزاب والحركات والمنظمات والشخصيات الوطنية الفلسطينية الى التحرك دفعا نحو استعادة الشعب الفلسطيني ورقة قوته – أي الوحدة الوطنية – التي هي وحدها تشكل رافعة العمل العربي نحو فلسطين . يكتفي العرب اليوم بالبيانات كما هي حال منظمة التعاون الاسلامي لماذا ؟ لأن الواقع الفلسطيني مريض جدا وان العلة الفعلية هي تمسك كل من الطرفين بما هو عليه واقعيا – فحماس محاصرة بالقطاع وتأمل ان يزول الحصار وفتح في الضفة – ضمن كانتون في احضان المحتل الذي يتبخر جنوده في رام الله كما في أي مكان في الضفة وكأنهم في بيوتهم اعزاء ومكرمون .‏

المنسي في الواقع هو الاساس : القدس والعودة الحق ومن هو فعلا في مركز يؤهله للزعم بانه يمثل الشعب الفلسطيني وطموحاته النبيلة والمشروعة .كثير من ابناء الشعب الفلسطيني لايعترفون بشرعية تمثيل المنظمة في وضعها الراهن لكل الشعب الفلسطيني . وكثير يشكك في الراهن ويتساءل : هل اكتفت حركة حماس بالكعكة الصغيرة في القطاع؟ وهل اكتفت حركة فتح بالكعكة الصغيرة في الضفة الغربية .؟ أليس هناك ميثاق وطني فلسطيني في حاجة الى ان يعدل ؟ اليس من الواجب انهاء التعاون الامني مع المحتلين؟ أليس من الواقعية الاعتراف بموت اتفاقية اوسلو ؟ أليس من الواجب العودة الى الثوابت الوطنية الفلسطينية ؟‏

أسئلة تواجه حتما الاجتماع القادم للحركتين بعد عطلة العيد والشعب الفلسطيني يتابع ويراقب .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية