تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صنـداي تـايمـز: المخابرات البريطانية والأميركية تساعدان الإرهابيين لاستهداف الجيش العربي السوري

سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الإثنين 20-8-2012
يوماً بعد يوم يتكشف المشهد التآمري على سورية أكثر فأكثر لتصبح الصورة العدوانية أكثر جلاء .. فما طفا على السطح مؤخراً من معلومات عن أن الاستخبارات الأميركية والبريطانية تقوم بدور قذر خفي وسري من شأنه المساس

بأمن السوريين واستقرارهم عبر مساعدة الميليشيات الارهابية المسلحة في سورية على اعداد وتنفيذ هجماتها الارهابية بعد تزويدها بمعلومات عن تحركات الجيش العربي السوري وأيضاً بالأسلحة والمدافع الثقيلة القادمة من دول الخليج يضع النقاط على الحروف ويدين الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا بشكل قاطع في سفك دماء السوريين.‏

وفي هذا الإطار كشفت صحيفة صنداي تايمز البريطانية عن ان المخابرات البريطانية ساعدت بشكل خفي المجموعات الارهابية المسلحة على شن عدة هجمات ارهابية في سورية.‏

وأشارت الصحيفة في عددها الصادر أمس الى ان هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن الدور الخفي والسري للاستخبارات البريطانية في الاحداث الجارية في سورية.‏

وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤول فيما وصفتها بالمعارضة السورية ان السلطات البريطانية على علم بالامر وهي موافقة بشكل تام وتصدقه مئة بالمئة لافتة الى ان هذه الاستخبارات تمرر المعلومات السرية من القواعد العسكرية البريطانية في قبرص الى تركيا ومن ثم الى الميليشيا التي تطلق على نفسها اسم الجيش الحر.‏

وقال المسؤول المذكور ان المخابرات البريطانية تراقب عن كثب من قبرص ما يجري في سورية وان البريطانيين يعطون معلومات للاميركيين والاتراك الذين يقومون بدورهم باعطاء هذه المعلومات الى المجموعة المذكورة.‏

وبحسب ما كشف هذا المعارض للصحيفة فان المعلومات الاكثر اهمية التي تم تلقيها من هذه المخابرات تتعلق بتحركات لقوات الجيش في مدينة حلب.‏

واشارت الصحيفة الى ان لبريطانيا قاعدتين عسكريتين في قبرص واحدة في ديكيليا وأخرى في اكروتيري وهما تسحبان المعلومات من موجات الاثير لمصلحة محطة التنصت جي سي اتش كيو في شيلتنهام في غلوشيستر شاير.‏

كما نقلت الصحيفة عن المعارض المشار اليه والذي لم تحدد هويته تأكيده تقديم الولايات المتحدة الامريكية وجهاز استخباراتها سي اي ايه لمجموعاته المسلحة عبر تركيا صورا من الاقمار الصناعية.‏

وقالت الصحيفة ان الاستخبارات الخارجية البريطانية ام اي 6 والامريكية سي اي ايه تتغاضيان عن تمرير امدادات المدافع الرشاشة الثقيلة التي تأتي من الدول الخليجية.‏

وبهذا الصدد وبعد ان اشارت الصحيفة الى نفي دبلوماسي بريطاني قيام بلاده بتسهيل امدادات المدافع الثقيلة الى تلك المجموعات نقلت عنه قوله انه لايستبعد وجود متعاقدين خاصين ممولين من قبل اطراف كقطر متورطين في امدادات السلاح مذكرا بان العائلات الحاكمة في قطر والسعودية تقدم دعما ماليا كبيرا لهذه المجموعات الارهابية المسلحة في سورية.‏

واشارت الصحيفة الى ان بريطانيا نفت في السابق تقديمها أي مساعدات لهذه المجموعات المسلحة وأن وزير خارجيتها وليم هيغ تلقى نصائح بعدم المشروعية القانونية لتزويد بلاده للسلاح مباشرة لاي طرف في سورية.‏

من جهة أخرى أكد الكاتب اليمني علي أحمد جاحز أن ما تتعرض له سورية حالياً يأتي في اطار المشروع الامريكي الرامي الى اسقاط المقاومة والممانعة في المنطقة.‏

وأوضح الكاتب في مقال نشره أمس على موقع السبئي نت الالكتروني بعنوان حين يكون تحرير القدس خطرا يصبح الموت في صف اسرائيل شهادة انه تم في اطار هذا المشروع تهريب ما تسمى الجماعات الجهادية الى داخل سورية ومدها بالسلاح والمال ومساندتها دوليا واعلاميا في اطار المشروع الامريكي في المنطقة الرامي الى تغيير الاصطفاف الشعبي العربي الى جانب القضايا القومية المركزية العربية عبر تحشيد الخطاب الديني الطائفي.‏

وقال الكاتب انه كان حريا بالجماعات المذكورة التسلل الى الاراضي الفلسطينية المحتلة والانضمام الى صفوف المقاومة.‏

ورأى الكاتب أن الامريكيين اكتشفوا أن اثارة الموضوعات الدينية عبر الجماعات الدينية يعد أكثر تأثيرا في تحويل اهتمام الشارع العربي بعيدا عن القضايا المركزية وهذا ما أثبتته مرحلة ما يسمى بالربيع العربي الذي اتجهت فيه أمريكا وحلفها نحو تمكين الجماعات الاسلامية من الوصول الى السلطة وبالتالي تجييش الشارع العربي لمحاربة المشروع المقاوم وقوى الممانعة تحت مبرر مواجهة ايران.‏

واشار الكاتب الى ان تلك الجماعات الدينية بررت عدم اتخاذها خطوات ضد الاحتلال الاسرائيلي بدعوى وقوف الانظمة العربية دون ذلك الا ان مصر مثلاً لم تشهد تغيراً عندما اصبح اليوم ممثلو هذه الجماعات على رأس السلطة لافتا الى ان ما جرى هو العكس حيث تم التواطؤ بشكل واضح ومستمر لما يطلق عليه الجهاد في سورية بعيدا عن القضية المركزية والتجاهل المتعمد والفج للواقع الفلسطيني.‏

وأضاف الكاتب اليمني اننا نشاهد اليوم ما كنا نعتقده ضربا من الخيال حيث يصطف العرب والمسلمون في صف أمريكا واسرائيل في مواجهة عدو افتراضي أيا كان مؤكدا ان هذا الاصطفاف لم يكن مقبولاً في المنطق ولا في المبدأ بأن يتحول الرأي العام العربي الى مواجهة القضية الفلسطينية ومسألة تحرير القدس كونهما موضوعتين ضمن الاجندات الايرانية والمشروع الايراني.‏

واستهجن الكاتب الحال العربي الراهن مذكرا بان العرب كانوا يستبعدون قبل حرب الخليج وغزو العراق أن يقاتل العربي في صف المحتل ضد اخيه العربي او المسلم متوقعا في ظل هذا الظرف الغربي المليء بالمغالطات والتبريرات غير المنطقية أن تسخر الدعوات الجهادية والفتاوى والتبريرات للقتال في صف اسرائيل وأمريكا ضد المشروع الممانع والمقاوم.‏

ونبه الكاتب الى ان أمريكا نجحت الى حد ما في توظيف الطاقات الجهادية العربية بعيدا عن قضية فلسطين عندما جندت الكثير من العرب والمسلمين في الحرب بينها وبين الاتحاد السوفييتي في أفغانستان والشيشان.‏

واعتبر الكاتب ان هدف الامريكيين من غزو العراق وافغانستان تمثل بالتخلص من القوى التي جندتها في حروبها ضد الثورة الايرانية وضد السوفييت والتي كانت تشكل عبئا عليها وأوراقاً محروقة ينبغي التخلص منها واضعافها خوفا من تحولها الى قوة خارج سيطرتهم اضافة الى اتخاذها ذريعة لتبرير التواجد العسكري الاستعماري في شواطئ ومياه العرب.‏

وأوضح الكاتب ان قوى المقاومة والممانعة عبر سورية وحزب الله وحركات التحرر في العراق وفلسطين حققت أعظم انتصارين عربيين خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان وقطاع غزة عامي 2006 و2008 أوصلا القلق الامريكي والغربي الى ذروته من ان يكبر في الوعي العربي انطباع جديد تخلق من رحم الانتصارين الكبيرين في لبنان وغزة فبدأ التفكير الامريكي وبمساعدة التفكير العربي المنحط بالتخطيط لقتل الوعي الذي بدأ يتخلق.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية