|
مجتمع لمعرفة المزيد عن مشكلة الخجل والعوامل التي تقف وراءه وكيفية التعامل مع الطفل الخجول كان اللقاء التالي مع الباحثة النفسية ثناء سليمان التي عرفت لنا بداية الخجل بانه عبارة عن هيجان يحدث في وقت من الاوقات وبمناسبة من المناسبات، وهو يدل احيانا على صفة دائمة من صفات الطبع التي يتصف بها شخص معين، فتميزه وتؤثر في حياته وتصرفاته. وتقول الباحثة سليمان: يبدا الطفل بالخجل منذ السنة الثالثة من العمر... أي حين يبدأ بالاهتمام برأي الاخرين فيه، وان الخجل يندرج كمشكلة عندما يكون صفة من صفات الطبع، أي حين يحمر وجهه لأبسط ملاحظة ويضطرب عندما نوجه اليه أبسط انواع الانتباه، أما اذا ظهر بشكل عارض فهذا أمر طبيعي ويصيب معظم الناس في كثير من المناسبات. وتشير الباحثة ثناء الى وجود نوعين من الخجل هما: الخجل الانطوائي: ويميل الطفل للعزلة ولكن مع القدرة على العمل بكفاءة ونجاح مع الجماعة اذا اضطر لذلك، هناك الخجل الناتج عن عدم تكيف الطفل مع الاخرين نتيجة الاحباطات التي صادفته من خلال تعامله معهم، وهذا الخجل يؤدي الى التعرض للصراع النفسي بين رغبته في مصاحبتهم وتجنب احباطاتهم. وتتجلى مظاهر الخجل برأي الباحثة باحمرار يصبغ الوجه يرافقه إطراق للرأس واضطراب في التنفس وخفقان للقلب واحساس بالضيق ومحاولة الهرب والابتعاد عن الاخرين، وهناك اعراض سلوكية حيث يبدي الطفل الخجول مظاهر الابتسام والايماء اثناء حديثه ، وقد يبدو احيانا كثير الحركة غير مستقر، اضافة لتجنبه التواصل مع الغير وعدم تعبيره عن مشاعره واحاسيسه. أما عن اسباب الخجل فترجعها سليمان الى عدة عوامل منها: انعدام الثقة بالذات والشعور بالنقص وعدم الكفاءة، وقد يكون نتيجة الحماية الزائدة والنقد المتواصل من الاخرين ويرجع ايضا نتيجة التذبذب في المعاملة من قبل الاهل مابين قسوة زائدة ودلال مفرط، وتلعب حساسية الطفل الشديدة لعيوب وتشوهات خلقية او عيوب كلامية دورا كبيرا في هذه المشكلة كما ولايمكننا اغفال دور الوراثة، فالابوان الخجولان غالبا ما ينجبان أطفالا خجولين نتيجة الاستعداد للخجل الموروث وقلة الاتصالات الاجتماعية. وتؤكد سليمان انه يمكننا تخفيف حدة مشاعر الخجل الشديدة عند الطفل من خلال عدة طرق يجدر بالاهل اتباعها حتى يتمكن الطفل من استعادة ثقته بنفسه وتنمية مهارات اجتماعية ايجابية لديه وذلك من خلال توفير مناخ عائلي يسوده الشعور بالامن والمحبة والوفاق الاسري واشعاره بالتقبل والانصات له ليفصح عما في نفسه من مشاعر غضب وقلق ومحاولة ايجاد الحل لها، والابتعاد عن استخدام الاساليب السلطوية وعبارات التأنيب والتهديد، وعدم مقارنته بإخوة او اصدقاء افضل منه من حيث القدرات والاستعدادات، اضافة الى تشجيعه على الاعتماد على النفس بشكل تدريجي والتقليل من حمايته الزائدة او الاستمرار في تدليله وتعليمه كيفية التعامل والتكيف مع مزاح الاخرين ومحاولة افهام الطفل كيف يفكر ويشعر الاخرون، وكيف ان الصديق الجديد قد لايتقبله الناس ببساطة وانه من الطبيعي عدم الانسجام مع كل الاشخاص، ويتوجب على الاهل المساواة بين الاطفال الذكور والاناث في المعاملة وتشجيع البنات على اخذ المبادرة وابداء الرأي، وينبغي على الاهل ايضا تنبيه طفلهم الى اخطائه على انفراد وعدم تكليفه بأعباء تفوق قدراته العقلية والجسمية، بل يجب تكليفه بالاعمال التي يشعر بأنه قادر على القيام بها لنكسبه شعورا بالاهمية والتقدير وتدريبه على التفكير الايجابي وتعديل معتقداته حول ان يكون كاملا، وجعله يتحدث عن نفسه بطريقة ايجابية مثل(أنا جريء...أنا اجتماعي)...واخيرا يمكن للاهل استخدام بعض الالعاب التي تنمي مهاراته الاجتماعية وتعزز ثقته بنفسه. |
|