|
مجتمع تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي لقطات لصاروخ أطلقته المقاومة الفلسطينية على «اسدود» المحتلة ، وسمع مع صور الفيلم القصير هتافات . ابتهاجات . فما كان من قوات الاحتلال التي لم يرق لها المشهد إلا وأن سارعت لاجراء تحقيق واسع ، واعتقلت ثلاثة شبان بعد أن أدانتهم بجريمة (التعبير عن فرحهم) . يذكر أن الشباب قبض عليهم مع دليل ادانتهم «الهاتف الخلوي» وفيه صوت ادانتهم بارتكابهم فعل الابتهاج ! المتهمون هنا ، شبان فلسطينيون ، وفعل الابتهاج موجه لصاروخ يسقط على مدينة اسرائيلية ، ولا أرى أي عجب من الصورة إلا من زاوية رؤية المحتل (!) أما إذا ماتناقلنا عناوين ميدية أخرى تخص وجع مكاننا وزمان أزمتنا ، بصور معلبة ،وبأصوات تكبيرات تفوق حجم فيديوهات كثيرة ملأت صفحات الناشطين الفيسبوكيين معلنة تدمير محطات وقودنا وخط أنابيبنا ، أو أنها تعلن أنه تم بعون الله تدمير معمل الادوية وقصف مستشفى ومدرسة .. كلا الصورتين متشابهتان إلا أن الاختلاف يكمن في أن ابتهاج الأول قائم وواقع على أرض عدو محتل ، الجهاد ضده ماعاد فرض عين ، وحرمة اماكنه المقدسة ماعادت واردة في فرضيات مشايخ اليوم ! أما ابتهاجات الصور الثانية والقائمة على خارطة وطني سورية فالتهليل والتكبير فعل محبب ويلقى الكثير من الرضى ويتعدى فعل الاعجاب به ليصل مرحلة تهافت اللايكات عليه حد النسخ واللصق لفعل الابتهاج لنار المعمل المدمر وخط الانا بيب المحترق مادة أكثر نشاطا ومشاهدة والتعليقات الفاجرة التي لا تشعر بأي خزي أو عار وهي تكرر رسم حرف الهاء كعلامة قهقهة يجوز لمن أطلقها قطع اللسان . أفليست سورية الوطن ،ارض الاهل والاقارب والخلان؟ وتلك المحطات أليست هي من تولد للوطن الكهرباء ، فتنير مستشفى وجامعة ومدرسة؟؟ وايا كانت ضرباتكم من الهاونات وأيا كان مسقط فجورها ألا تخص مكانا سوري الانتماء ؟ أليس الشارع يخصنا كمارة.. والمدارس هل يرتادها طلاب مدارس أم مدفعية ومشاة؟ ومعامل الادوية هل تصدر البارود أم مسكن آلام وجرعات استطباب ؟ تسقط في (اسرائيل ) صواريخ فتدين وتسجن سلطاتها من يرتكب فعل الابتهاج عليها (!) يحرقون ويقتلون ويدمرون و« يدعشون» بكل مااوتوا من وقاحة اعتداء ويقصفون مااستطاع هاونهم للحقد سبيلا .. لان تعريف الاجرام والادانة فعل محترم لايليق بتوصيف من يقومون به من انتهاكات.. فقسما .. وبحق من رفع السماء ، التي زينتها اليوم أرواح ابنائنا الشهداء ، ستكون سورية مقبرة لكل معتد لكل مجرم لكل خوان.. |
|