تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جيل من القتلة والأغبياء

عين المجتمع
الاثنين 18-8-2014
 غصون سليمان

أطفال كثر لم يصلوا حد اليفاعة بعد.. دربوا في منازلهم ومدنهم وتتلمذوا على أيدي آبائهم فنون القتل والتنكيل بحق أناس أبرياء ينتمون إلى بلدان عريقة نخجل من إرث حضارتها وتاريخها..

منذ ثلاث سنوات ويزيد لا تشهد ساحات المنطقة العربية سوى الإرهاب والقتل والدمار والسباق عند العديد من البشر لمن يفوز بحصاد أكبر نسبة ممكنة من حز الرؤوس وفصلها عن أجساد السوريين وتقطيع هذه الأخيرة وحرقها وتشويهها، بماركة ساطور القاعدة وفأس الوهابية، والأداة المنفذة هجين من البشر، خليط من الناس لا تاريخ لهم ولا حسب ولا نسب سوى أن الأب ينتمي إلى بقعة مشوهة من هذا البلد وزوجته لبلد آخر، فيما الأطفال لقطاء من كل جغرافية البلدان المظلمة والمتنورة ولكن على طريقة التشويه والمفهوم الغربي لمفهوم المدنية والتنوير..‏

في الآونة الأخيرة ربما لم يعد لكرة القدم رغبة عند محبيها من الرواد ولاسيما الناشئة من الأطفال فقد استعاض عنها هواة الدم والحقد باستحواذ رؤوس البشر من السوريين من مدنيين وعسكريين، ومخطوفين ومعذبين ومحاصرين بكل عيوب بني البشر وصفاقة أخلاقهم.‏

هل رأيتم ذلك الطفل الاسترالي الذي لم يتجاوز عمره الـ سبع سنوات وهو معصب العينين بشريط أسود كي لا يخجل من شيء حين ينظر إلى فجورهما وهو يمسك برأس شاب سوري مقطوع جز عنقه التنظيم الكافر في سورية، فقط التقطت الصورة حسب ما تناقلته الأخبار في شمال مدينة الرقة السورية، حيث قام الإرهابي خالد شروف المنحدر من أصل لبناني والذي ذاع صيته الدموي في الآونة الأخيرة، لكثرة ما اقترفت يداه القذرتان من تقطيع للرقاب والرؤوس والتباهي بها على صفحات التواصل الاجتماعي ولا سميا اليوتيوب والتويتر.‏

فإذا كان الأب متمرساً بالإجرام وقس على ذلك الكثير من الآباء الذين شاهدناهم في بلدنا من الشيشان والأفغان وبلدان الغرب والشرق والأعراب ومن يعتنق هذه العقيدة الدموية من الداخل السوري فكيف يكون عليه حال الأبناء ممن ينتمون إلى قتلة بني البشر.. والتي أصبحت مهنة ديمقراطية الغرب وحرية صناع الوجبات السريعة على طريقة وجبة المخدرات السريعة لتقتل أعداد كبيرة من السوريين والعراقيين وبسرعة مذهلة دون ألم أو احساس صادر من عقول مجانين وكفار عصر التقنية والإنجاز العلمي الذي أصبح لا يصب عند هؤلاء إلا في خدمة مصالحهم وتحقيق رغبتهم وهوايتهم وهي تدمير الأوطان الحقيقية وتشريد أهلها وناسها...‏

عبر جيل ناشىء صغير من رحم الإرهاب ومدارس التكفير والضلال فهل تتخيلون عتبات المستقبل في ظل ما نشهده؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية