تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أميركا .. استراتيجيات ممهورة بأختام الإرهاب !!

شؤون سياسية
الاثنين 18-8-2014
دينا الحمد

الخراب والفوضى والدمار والحروب والتقسيم هي العناوين الكبرى في منطقتنا اليوم وقد خطتها أقلام أجهزة السي آي إيه والموساد ومولتها حكومات المشيخات وبعض الدول الإقليمية مثل تركيا بعد عمليات التخريب الممنهجة والمدروسة

التي حدثت في ليبيا وسورية والعراق وتونس ولبنان واليمن ومصر والسودان وإذا كان أحد مازال يظن أن أميركا والغرب بعيدون عما جرى ويجري فإن مذكرات هيلاري كلينتون كشفت المستور وفضحت كل الأوراق التي حاول البعض إخفاءها ولاسيما حديثها عن دور بلادها الذي اضطلعت عليه حين كانت وزيرة للخارجية والذي تركز على إقامة دويلات متطرفة في سيناء وليبيا والسودان خلال أحداث ماسمي بالربيع العربي .‏

لكن اللافت في كل الخطط الأميركية المذكورة قصر نظرها وجهلها بحقائق التاريخ والجغرافيا لدرجة ارتدادها سلباً على المصالح الأميركية عبر عودة الإرهابيين إلى أميركا وأوروبا وعبر الخسائر الاقتصادية الهائلة التي تكبدتها الخزانة الأميركية والدول الحليفة لها في أوروبا والمنطقة ما يؤكد أن هذه التصرفات تبين أنه ليس لدى واشنطن استراتيجية مدروسة في هذه المنطقة بل وجهلها حتى بطريقة الحفاظ على مصالحها .‏

‏ وعلى سبيل المثال كانت واشنطن تنظر إلى الإرهابيين عندما كانوا في سورية على أنهم قوة تحقق لها مصالحها بينما كانت روسيا تثير الانتباه إلى خطر التساهل معهم، وكانت تصريحات الأميركيين تركز على أن الهدف هو التغيير نحو الديمقراطية المزعومة فاكتشف العالم لاحقاً أن الخراب والفوضى كانا الهدف خدمة للكيان الإسرائيلي وأمنه مع أن هذا الأمن ذهب أدراج الرياح بعد التورط في العدوان على غزة وعدم القدرة الأميركية والإسرائيلية على الخروج من هذه الورطة بالشروط التي يحاولان فرضها على الفلسطينيين .‏

وهذا الأمر كانت أكثر من جهة دولية تحاول إقناع أميركا بصحته لكن واشنطن صمت أذنيها وأغلقت عينيها عن الحقيقة وهو ما يشير إلى غياب أي استراتيجية مدروسة عند الولايات المتحدة في هذه المنطقة وبأن كل محاولات هذه الأطراف الدولية وفي مقدمتها روسيا لإجراء حديث واضح في مرحلة مبكرة من الأزمة في سورية لم تؤد إلى شيء بسبب التعنت والغباء الأميركي مع أن اقتراحاتها كانت تصب بضرورة عدم إخضاع التصرفات على الساحة الدولية للمصالح الذاتية الداخلية الآنية ولا يجوز إخضاع السياسة الخارجية لمشاعر الإعجاب أو عدم الإعجاب الشخصي كما حصل في ليبيا وغيرها .‏‏

ففي ليبيا ادعت أميركا أنها غضب من سياسة رئيسها واعتبرته متورطاً في جميع مشكلات المنطقة وتم خلعه بواسطة المجموعات المتطرفة التي حصلت على السلاح بما فيه من فرنسا وعدة دول خليجية وجرى ذلك بغض النظر عن الحظر الذي كان مفروضاً في حينه على توريد السلاح إلى أي كان في ليبيا ، ومع ذلك كانت تسمع من باريس وواشنطن تصريحات علنية بأنهم يفعلون ذلك لأن القذافي يجب أن يخلع مع أن الفرنسيين أنفسهم حاربوا في مالي نفس أولئك الشباب الذين سلحوهم لكي يخلعوا الرئيس الليبي وأنهم لا يستطيعون اليوم القضاء عليهم في دول أفريقيا الوسطى التي انتشروا فيها كالنار في الهشيم .‏

وما لم تعد السياسات الأميركية إلى تقييم موضوعي للظواهر الإرهابية الخطرة للغاية التي ظهرت في كل المنطقة وتتخلى عن سياسة المقاييس المزدوجة وتتجنب اتخاذ خطوات لا تؤدي إلى الردع بل بالعكس إلى زيادة الخطر الإرهابي والمتطرف فإن الخراب سيلحق بأميركا قبل غيرها وشواهد التاريخ أكثر من أن تحصى !!.‏‏

‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية