تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اغتيال العلماء الإيرانيين.. .. ومسؤولية الغرب والموساد

شؤون سياسية
السبت 14-1-2012
محرز العلي

تصعّد الدول الغربية الاستعمارية من مواقفها العدائية تجاه إيران بسبب برنامجها النووي بالرغم من تأكيدات طهران المتواصلة أن عمليات تخصيب اليورانيوم في منشآتها النووية والتي يعترض عليها الأوروبيون والأميركيون بتحريض من الكيان الصهيوني هي للاستخدام السلمي،

والأمر الذي يكشف مدى القلق الغربي من التقدم العلمي الإيراني في مجال البحوث العلمية ومجالات صنع تقدم الشعوب لتبقى فقيرة وسوقاً لتصريف منتجاتهم بعد استغلال ثرواتها الباطنية وتصنيعها وإعادتها إلى هذه الشعوب وبالتالي إبقاء المنطقة تحت سيطرتهم ونفوذهم.‏

التصعيد العدواني ضد إيران بدأ في العامين الماضيين يأخذ أشكالاً غير إنسانية حيث يتم استهداف الكفاءات العلمية لاسيما بعد فشل العقوبات الاقتصادية في ثني إيران عن تقدم ملفها النووي السيناريو المعد لتطويره وانعدام الآمال أمام الخيار العسكري في ظل استراتيجية الردع التي تعتمدها طهران، حيث أظهرت المناورات العسكرية الأخيرة التي أجرتها قوة عسكرية قادرة على إغلاق مضيق هرمز الذي يمر منه 40٪ من صادرات النفط العالمية المتجهة نحو أوروبا الأمر الذي يهدد مصالح الغرب في حال استمرار فرض العقوبات الجائرة على الشعب الإيراني.‏

وفي سياق الحرب الاستخباراتية التي يشنها الغرب وإسرائيل لمنع التقدم العلمي الإيراني في مجال الطاقة النووية تم اغتيال العالم النووي مصطفى أحمدي روشن بتفجير قنبلة ملصقة على سيارته ما أدى إلى مقتله وإصابة راكبين في السيارة أحدهما حارسه الشخصي وقد اتهمت إيران إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف وراء الهجوم، وقال نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي إن هذا النوع من الهجمات والذي استهدف مؤخراً عالم الذرة والمسؤول في موقع نطنر لن يوقف التقدم في هذا المجال وعلى الغرب أن يعلم أن الإيرانيين مصممون أكثر من أي وقت مضى على الذهاب قدماً على طريق التقدم العلمي.‏

جدير بالذكر أن اغتيال العالم النووي روشن يأتي بعد ثلاثة اغتيالات سابقة استهدفت علماء إيرانيين منذ عام 2010 ففي 12 كانون الثاني من ذلك العام اغتيل عالم الفيزياء النووي مسعود علي محمدي الذي كان يقوم بالتدريس في جامعة طهران وذلك بتفجير دراجة نارية مفخخة أمام منزله وفي آب حكم القضاء الإيراني على رجل متهم بقتله لحساب إسرائيل بالإعدام، وفي 29 تشرين الثاني اغتيل مؤسس الجمعية النووية الإيرانية ماجد شهر ياري بتفجير قنبلة ملصقة على سيارته بواسطة مغناطيس في حين استهدف في نفس اليوم عالم الفيزياء فريدون عباسي فيما كان متوقفاً أمام جامعة شهيد بهتشي في طهران ماأدى إلى إصابته بجروح ، وفي 23 تموز 2011 اغتيل العالم دار يوش رضائي نجاد برصاص مجهولين على دراجة نارية وقد نقلت مجلة دير شبيغل الألمانية عن مصدر في أجهزة التجسس الإسرائيلية قوله: إن إسرائيل قادت عمليةالاغتيال.‏

وحول ضلوع الموساد الإسرائيلي في عمليات استهداف الكوادر العلمية الإيرانية قال فرانسو جيرو رئيس المعهد الفرنسي للتحاليل والدراسات الاستراتيجية في تصريحات صحفية: إن تنفيذ مثل هذه العمليات يشكل جزءاً من الأجندات التي كان قد حددها مائير داغان الرئيس السابق للموساد وأن الأخير كان من المؤيدين لاغتيال الشخصيات البارزة في البرنامج النووي الإيراني لعرقلة التقدم وتحقيق الأهداف النووية الإيرانية بينما أكد خبراء استراتيجيون أن اغتيال العلماء عمل مخابراتي موسادي بالتعاون من مخابرات عالمية وعربية وأن هناك هجمة عالمية واضحة ضد إيران لأنهم غير قادرين على ضربها اقتصادياً وعسكرياً فيحاولون ضربها أمنياً لاسيما وأن البرنامج النووي الإيراني يعتمد على نوعية من الأدمغة المبدعة .‏

كل المعطيات والوقائع والإجراءات العدوانية التي تتخذ ضد الشعب الإيراني وكوادره العلمية بالإضافة إلى اكتشاف العديد من شبكات التجسس في طهران كل ذلك يؤكد أن هناك حرباً عنيفة دائرة بين الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني من جهة، وبين إيران من جهة أخرى ولابد أن تكون الغلبة في النهاية للشعب الإيراني الذي يدافع عن حقوقه المشروعة ويملك الإرادة والتصميم والقدرات العسكرية لإفشال المخططات المعادية وردع أي عدوان على أمنه ومشاريعه.‏

هذه الأجواء التصعيدية والتي من شأنها جر المنطقة إلى المزيد من التوتر وعدم الاستقرار تستدعي من الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية والحقوقية التحرك واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذا التصعيد والهستيريا لدى الكيان الصهيوني وحل المشكلات عبر الطرق السلمية لمنع وقوع كارثة سوف تطال شعوب المنطقة وسوف يتأثر العالم بتداعياتها الخطيرة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية