تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المايسترو.. حمــــد..

معاً على الطريق
السبت 14-1-2012
ياسين رفاعية

أفهم أن تتآمر علينا أميركا، وتحاول اضعافنا والنيل منا كرمال عيون إسرائيل.

أفهم أيضاً أن يتآمر علينا الغرب كله ويحاول النيل منا، لأنه يعرف تماماً ما نُعدّ لأجل استرداد الأرض وتحريرها من العدو.‏

كل ذلك أفهمه.‏

أما أن يتآمر علينا ذوو القربى فهذا ما لا أفهمه بل واستهجنه.‏

هذا التآمر قاده المايسترو ولي عهد قطر ورئيس وزرائها ووزير خارجيتها «الشيخ» حمد.‏

وحمد نعرف، ويعرف الجميع عن اتصالاته مع الإسرائيليين حتى قبل الانقلاب مع أخيه حاكم قطر على أبيهما وعزله ونفيه.‏

وأول إشارة لهذا التواصل كان قبل صلح كامب ديفيد المصري مع العدو، وصلح وادي عربة بين الأردن والعدو الإسرائيلي، وذلك بافتتاح مكتب تجاري لإسرائيل في الدوحة، كان هذا عنوانه والحقيقة أنه كان مقراً نشطاً للمخابرات الإسرائيلية بالتنصت على إيران والعراق قبل الغزو الأميركي لهذا البلد.‏

لقد أتاحت قطر لهذا المكتب كل الوسائل ليعمل بحرية في التجسس على دول الخليج قاطبة والعراق وإيران وبحماية قوية من أمير قطر وأخيه وأزلامهما.‏

وقطر تآمرت وما زالت تتآمر على السعودية وإن كانت في الظاهر أنها متحالفة معها عبر مجلس التعاون الخليجي - فالعداوة المتبادلة معروفة جيداً للقاصي والداني. ومن يتأمل ما حصل في اجتماعات الجامعة «العربية» مؤخراً يلاحظ نظرات العداء الخفية بين كل من وزيري المملكة السعودية وقطر.‏

حاولت قطر وما زالت تحاول أن تأخذ لها حجماً في السياسة الدولية أكبر من حجمها الحقيقي، فهي لا تعادل مساحة محافظة واحدة من محافظات سورية، وعدد سكانها لم يتجاوز السبعين ألفاً.. ولكنها تحركت، وما زالت تتحرك، كما لو أنها دولة كبيرة تستطيع أن تفعل ما تعجز عن فعله أميركا نفسها..‏

ساهمت بإسقاط القذافي في ليبيا وأرسلت جيشاً وأسلحة وأرادت أن تبرز كما لو أنها هي التي حررت ليبيا.. والصورة الظاهرة في ليبيا اليوم ليست هي الحقيقة والمخفي أعظم.. ومن يعش يرَ.‏

تدخلت في اليمن وسعت لإسقاط عبد الله صالح وما زالت. وإن كان من فضل لصالح سيذكره له التاريخ أنه وحدّ شطري اليمن. وها هي الأحداث تثبت الآن أن اليمنيين على وشك الانفصال.‏

كل من يتابع تحرك هذا «المايسترو»، نراه يحاول تطبيق ما رسم له أسياده في تفكيك العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه.. وما انفصال شمال السودان عن جنوبه إلا بهمته.. ليترك الجنوب لقمة سائغة لإسرائيل.. حيث بدأت نشاطها هناك بقوة وليس ذلك بذكائه.. فهو لايملك من الذكاء مثل أقل مواطن سوري، إنما ينُفّذ ما تخطط لنا أميركا والغرب عموماً، حتى نصبح دويلات تحت رحمة إسرائيل..‏

إنه مخطط جهنمي يقوده هذا الشيطان المتسربل بالعباءة العربية وهي منه براء.‏

قبل قيام الاحتجاجات في سورية، كان يزور دمشق على الطالع والنازل، رسمياً وعادياً، وتستقبله القيادة وعلى رأسها السيد الرئيس استقبال الأخ الذي يحس بآلامنا.. لكنه كان في نفس الوقت يتآمر علينا.. وينطبق عليه قول الشاعر:‏

يُعطيك من طرف اللسان حلاوة‏

ويزوغ بك كما يزوغ الثعلب‏

نستقبله بقلوب طيبة ونودعه بقلوب أطيب لكنه كان يطعننا من الخلف، وتنطبق عليه الحكمة العربية الشهيرة:‏

إذا طُعنت من الخلف فهذا يعني أنك في المقدمة‏

لقد جعل من الجامعة العربية خاتماً في خنصره.‏

لقد خسئت أيها المايسترو.. فإن استطعت عزل سورية هناك حيث تُؤمر، فلن تستطيع أن تعزلها عن شعبها.‏

قال الرئيس بشار الأسد لوفد من شباب سورية إنه سيأتي يوم وتجدون كل هؤلاء الذين يتآمرون علينا من العرب سيأتون ليعتذروا منا.‏

سيدي الرئيس.. فمن يلدغ من جحر لا يُلدغ مرتين.‏

سورية قوية بك، سورية قوية بشعبها.. فلنتعلم من هو الصديق ومن هو العدو وليكن هذا كله درساً بليغاً يُساعدنا على العبور نحو المستقبل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية