|
محليات ـ محافظات وناقشت مؤخراً اللجنة الزراعية بطرطوس واقع تربية الحرير في المحافظة، و أبدت الاستعداد لتقديم كل المساعدة للمربين والاستمرار في دعم هذه التربية ، في مقابل ذلك تم طرح المعوقات و الصعوبات التي تواجه تربية الحرير اليوم و أسباب تراجعها . وأشار تقرير مديرية وقاية النبات حول واقع تربية دودة الحرير في محافظة طرطوس إلى أن الإنتاج تراجع بشكل كبير ورافقه تراجع المساحة المزروعة بأشجار التوت التي كانت تقدر عام 1998 بــ / 340/ هكتاراً بينما بلغت المساحة الحالية بضع هكتارات فقط . كما استمر إنتاج الحرير بالتراجع ففي عام 1992 بلغ الإنتاج /70/ طناً و في عام 1999 ووصل الإنتاج إلى /26/ طناً بينما في عام 2010 أصبح الإنتاج /1,9/ طن و استمر بالتراجع إلى أن قدرت كمية الحرير العام الماضي 2011 بأقل من طن واحد بعد أن كانت سورية في السنوات الماضية تحتل المرتبة الخامسة بين دول العالم المنتجة للحرير . رغم أن وزارة الزراعة و الإصلاح الزراعي قد قامت بخطوات لدعم نشاط تربية دودة الحرير لكن هذه الخطوات لم تنعكس إيجابا على ارض الواقع و لم تساهم في تحسين و تطوير الإنتاج ومن هذه الخطوات زيادة عدد مواسم التربية من موسم واحد إلى ثلاثة مواسم في العام والاشتراك بالمركز الدولي للحرير في مدينة ليون الفرنسية لمتابعة التطورات العالمية في مجال التربية ، وإقامة /6/ مراكز لتربية دودة الحرير /3/ منها في طرطوس مهمتها حضانة وتفقيس بيض دودة الحرير وتربية ديدان الحرير حتى العمر الثالث و توزيعها على المربين بإشراف فنيين ذوي خبرة و غير ذلك من الخطوات . من جهته المهندس معين سليمان رئيس دائرة الحرير في مديرية وقاية النبات بوزارة الزراعة قال: إن خطة الدعم مدتها خمس سنوات بدأت عام 2009 ولكن لابد من الاستمرار في تقديم الدعم لمربي دودة الحرير نظرا لأهمية هذه الحرفة التي تعتبر صديقة للبيئة وتراثية و تقليدية. وأرجع سليمان أسباب تراجع تربية دودة الحرير في محافظة طرطوس إلى منافسة الحرير الصناعي للحرير الطبيعي وارتفاع تكاليف إنتاج الحرير ومنافسة بعض الأشجار المثمرة (حمضيات – زيتون- تفاح) و التوسع بها على حساب شجرة التوت و صعوبة تسويق منتجات الحرير إضافة إلى ان العمل بتربية الحرير في بلادنا لايزال يعتمد على الأساليب التقليدية يضاف إلى ذلك استبدال تربية دودة الحرير بالمحافظة بزراعة محصول التبغ و اقتصار التربية سابقا على موسم واحد وتوقف شركة الحرير الطبيعي عن العمل مؤخرا بالدريكيش التابعة لوزارة الصناعة عام 2008 و معمل الحرير التابع للقطاع الخاص إلى تراجع إنتاج الفلاحين من الشرانق . فقد كانت هذه الشركة تقوم بمهمة تسويق شرانق الحرير وبيع الخطوط الحريرية الناتجة في السوق المحلية وقدأرجعت وزارة الصناعة الأسباب إلى ارتفاع تكاليف التصنيع وتراجع التربية و تدني نوعية الشرانق المنتجة محليا و غياب المواصفة القياسية للشرانق و صعوبة تصريف الإنتاج و غيرها من الأسباب (حسب التقرير). رغم أن وزارة الزراعة قامت بدراسة إمكانية استثمار هذه الشركة حيث تم تشكيل لجنة فنية لدراسة واقع الشركة فتبين بموجب الكشف الميداني على آلات الشركة أن الآلات الموجودة في الشركة قديمة جدا ويعود تاريخ صنعها إلى عام 1976 و تحتاج لأعمال صيانة و قطع تبديل و هذا يرتب على وزارة الزراعة كلفة عالية جدا . وفي المقابل أكد لنا المزارعين الذين التقيناهم : أن اللجان في المراكز التابعة لمديرية الزراعة التي كانت تتسلم منهم شرانق الحرير لم تكن تتسلم منهم إلا الأنواع الجيدة جدا , إضافة لذلك فمن المعروف وعلى مدى سنوات طويلة أن الخيوط السورية تعد من أفضل الخيوط في العالم من حيث المتانة و الجودة و هذا يثير تساؤلنا لقرارإغلاق وزارة الصناعة شركة الحرير الطبيعي بالدريكيش ومعمل الحريرالتابع للقطاع الخاص. المزارع كفاح محمود محمد قال من جهته : تراجعت تربية دودة القز بشكل كبير في منطقة الشيخ بدر بعد أن كان لا يخلو منزل في هذه المنطقة إلا و يمارس صاحبه هذا العمل ومنذ خمس سنوات بدأت بالتراجع حتى باتت تقريبا معدومة . و أضاف : هناك جهد نبذله كمربين لدودة الحرير فنحن و بعد تراجع زراعة أشجار التوت و قطعها من جهة نضطر إلى شراء التوت يضاف إلى ذلك ما نبذله من جهد و تعب فتربية دودة القز ليس بالأمر السهل يحتاج لدقة و انتباه عاليين وعن الدعم المادي الذي تقدمه الدولة قال : يتم دعم كيلو شرانق الحرير من قبل الدولة بـ /250/ ليرة سورية و إن توقف الدعم فلن يربي أحد بعد اليوم دودة الحرير. و أوضح تم إغلاق مركز استلام الشرانق مذ أكثر من سبع سنوات في مدينة الشيخ بدر و هذا أدى بالكثير من الفلاحين لهجر هذه التربية واضطرالبعض للذهاب إلى مدينة الدريكيش لتسويق أنتاجه و هذا أضاف علينا أعباءً أخرى . من جهة أخرى قالت السيدة شهيمة محمد –مربية-: إنها توقفت عن تربية دودة القز و إنتاج شرانق الحرير منذ سنوات لصعوبة ظروف المعيشة وارتفاع الأسعار حسب قولها , مضيفة أنها لجأت لزراعة أشجار الحمضيات بدلا من أشجار التوت بعدأن أصبح المردود الذي يأتي من إنتاج الحرير لا يكفي ,مشيرة من جهة ثانية إلى أن سعر البيوض ارتفع ليصبح /3/ آلاف ليرة للكرتونة هذا عدا عن الجهد و العناية التي تتطلبها تربية دودة القز كما أن الظروف الطبيعية و غيرها من الممكن أن تصيب ديدان الحرير و قد تتسبب بتلف الإنتاج بأكمله . احد المربين قال : إن تسويق الحرير تعد إحدى أهم الصعوبات التي يواجهها فقد أكدوا أن الدولة لا تستجر هذا الإنتاج بينما يقوم القطاع الخاص باستجراره والذي يتحكم بالأسعار كل عام ، عدا عن انتظارنا لأخذ أجرنا من هذا الإنتاج و التي لا نعرف متى يعطى إلينا ، فقد قمنا بتسليم الإنتاج العام الماضي للقطاع الخاص و تركنا خمسة أشهر حتى أخذنا قيمة هذا الإنتاج . |
|