تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لا تنسوا القطار..؟

حديث الناس
الخميس 20-10-2011
قاسم البريدي

ضمن عملية بلورة الاصلاح الشامل وضمن اولوياته في سلم الاصلاح الاقتصادي المنشود ثمة مشروع كبير وغائب عن التنمية ونكاد ننساه في زحمة المشاريع الكثيرة

التي يزداد عصفها في مخيلتنا هو استكمال وتحديث شبكة القطارات في سورية التي لا تزال متخلفة ولا تواكب عجلة التنمية وخصوصا الزراعية.‏

ولا نذيع سرا بالقول إن مشكلة النقل للحاصلات الزراعية تستنزف ما بين 30-40٪ من التكلفة لتضاف الى فاتورة المستهلك او فاتورة المصنع او المصدر ويمكن ببساطة ان تنخفض الى اقل من عشرة بالمئة ويضاف الى ذلك عوامل الأمان ودقة المواعيد وعنصر الزمن.‏

واكثر من ذلك ، فإن صناعات السكر - مثلا- مهددة بالتوقف نظرا للتكلفة المرتفعة لنقل الشوندر السكري من المحافظات المنتجة الى المعامل الستة وكذلك الحال لعشرات المحاصيل الاستراتيجية الفائضة التي تتنقل بين المحافظات الى المدن الكبيرة من حمضيات وقطن وتفاح والخضار والفواكه.. انها تزيد كلفتها في ذروة الانتاج لتشكل خسارة مضاعفة للمزارعين لدرجة أنهم يفضلون اتلافها في الارض او اطعامها للحيوانات عوضا عن بيعها بسعر بخس بسبب تكلفتها المرتفعة الناجمة بشكل اساسي عن النقل طالما الفلاح اليوم يحسبها بالورقة والقلم.‏

واذا اضفنا الى ذلك كله حركة طلاب الجامعات والمعاهد وحتى المدارس مع مدرسيهم وكذلك الموظفين وباقي الفعاليات الاقتصادية بعد الانتشار الافقي الكبير للجامعات الحكومية و الخاصة، وكذلك حركة السياحة الداخلية والخارجية فإننا نجد مدى الحاجة الى القطار السريع الذي يعني التنمية المتكاملة في جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والانسانية.‏

ومن يراقب يوميا الطرقات السريعة يجد الحجم الكبير للشاحنات الضخمة عدا حافلات النقل الجماعي الكبيرة والنقل الخاص التي تضاعفت عشرات المرات وما تسببه من تكلفة وارهاق لتنقل ملايين الناس وألوف الاطنان من السلع والمواد يوميا وبتكلفة كبيرة جدا.ولهذا نعتقد ان مشاريع استكمال وتحديث شبكة القطارات باتت مجدية جدا وضرورية للغاية وخصوصا لموقع سورية الاستراتيجي لربط العرب بأوربا وبالبحر المتوسط.. فهل تكون هذه المشاريع في مقدمة الاولويات .. نرجو ذلك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية