تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


طريق الخراب

البقعة الساخنة
الخميس 20-10-2011
مصطفى المقداد

فيما تتوسع وتمتد حالة الهياج والمواجهة في أكثر من بلد عربي . يطالع الفلسطينيون العالم بأخبار انتظرها العالم لأكثر من خمس سنوات ،

وتعرضت غزة خلالها لعملية الرصاص المصبوب التي تسببت باستشهاد أكثر من الف فلسطيني خلالها ، فضلا عن استمرار الغارات وعمليات الاغتيال لكوادر وقيادات المنظمات الفلسطينية دون التزام بمعاهدة أو اتفاق ودون أن يقدم المجتمع الدولي على اتخاذ قرار إدانة بحق المعتدين الصهاينة ، بل على العكس كان الاتجاه العام للولايات المتحدة والدول الغربية ينحو لزيادة الضغط على الفلسطينيين متجاهلاً استمرار كيان العدوان بالتوسع في بناء المستوطنات ، وتقطيع أوصال الضفة الغربية ، ومحاولات تهويد القدس ، وطمس المعالم العربية فيها ولا تبدو العلاقة مقطوعة بين ما يحدث من احتجاجات في أكثر من دولة عربية ومن بينها سورية ، وبين ما يتم إعادة صياغة تفاصيله داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة .‏

فالكيان الصهيوني اعتمد سياسة نقل المعركة خارج مناطق وجوده معتمداً على بث الفرقة ، وزرع الخلاف بين أبناء الشعب العربي ، وجعلهم يندفعون للاقتتال فيما بينهم ليكونوا وقوداً لبناء دولته العنصرية . وقد أسهم استشراء الفساد في أجهزة الحكم العربية في زيادة حدة العداء للأنشطة التي لم تعط المواطن ما يستحق من اهتمام ، وخاصة فيما يتعلق بمطالبه الشخصية ، فضلاً عن الممارسات القمعية للأجهزة الأمنية ، والسيطرة على مسارات القضاء ، الأمر الذي شكل اللبنة الأساسية لزيادة حدة الاحتجاجات التي ارتكزت غالباً إلى مطالب محقة ، لكنها ركبت موجة التفريق الفئوي والمذهبي ما بين أبناء الشعب الواحد .. ويقوم الإعلام الممنهج المرتبط بسياسات غربية وصهيونية بتنفيذ خطة تخريبية ، تعتمد نواظم ومحددات علم الاجتماع وعلم النفس في إثارة الخلافات ، وتصعيدها ، وتأجيج النعرات الميتة وتضخيم التباينات العرقية ، وتحويل عوامل الغنى الحضاري إلى أسس للخلاف تحتكم إلى المواجهة المسلحة وممارسة القتل والتخريب .. المتابع الذي يستهدف المعرفة الحقيقية كاملة ينبغي أن ينظر إلى المشكلة بشكل كلي ، ولا يقتصر على منطقة بعينها فما يحصل في سورية مرتبط بكل ما يحدث في المغرب العربي أو الخليج العربي وما بينهما وذلك خدمة لمصلحة كيان العدوان في بناء دولته الاستيطانية العنصرية ذات الطبيعة اليهودية .‏

ولعله من المفيد التذكير أن كيان العدوان ارتكز في مخططه هذا على دراسات وبحوث تناولت الفترة الصليبية وما رافقها من أحداث وحالات تعاون بين الفرنجة وبعض الإمارات العربية في المنطقة ، وذلك للاستفادة منها في زرع الفرقة والاختلاف بين أبناء المنطقة الواحدة ، ودفعهم للاقتتال والتمسك بالكيانات القطرية والانتقال إلى مرحلة إقليمية ومحلية ما يضعف الأمة ووجودها ويدخلها في دهاليز التخلف والضعف ، وهو ما يسمح لكيان العدوان الاحتفاظ بدور القيادة والقوة والسيطرة . وما مشروع الشرق الأوسط الكبير إلا واحد من المخططات التنفيذية لتلك الدراسات التي يعمل عليها مختصون في تاريخ وثقافة مجتمعنا وتسعى لتخريب قيمه بشتى الأساليب .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية