|
شهداء
و في هذه الأيام العصيبة هاهم أبناؤك الشرفاء يعاهدون الله على بذل الروح في سبيل بقائك عزيزا شامخا . و يحمل جنود جيشنا البواسل أكفانهم و يمضون قدما لخوض معركتهم النبيلة ضد عدو بغيض تجاوز كل الشرائع و الأخلاقيات ,وفي كل يوم تجوب قوافل الشهداء أرجاء الوطن و نزفهم أبطالا إلى مثاويهم الأخيرة بكل إجلال و محبة .. وتبقى كلماتنا صغيرة أمام عظيم تضحياتهم لأنهم كانوا خير مدافع عن شرفنا و عزتنا ووحدتنا .. فهنيئا لوطننا بهؤلاء الشجعان . وفي يوم خريفي دافئ و بموكب مهيب يليق بمن نذر نفسه للوطن زفت قرية بيت ياشوط شهيدها البطل الملازم الأول وسام سمير صقر عريساً إلى مثواه الأخير في قريته التي حباها الله طبيعة خلابة تزينها خضرة أشجار الزيتون و السنديان و الصنوبر و الزعرور , و التي نالت شرف أن تزف أكثر من شهيد إلى ثراها الطاهر .
و الشهيد وسام من مواليد 1/5/1984 و منذ تخرجه من الكلية الحربية و هو يخدم في القوى البرية لقواتنا المسلحة بمحافظة حمص , وقد لبى نداء الواجب الوطني في تلبيسة و عرف عنه إقدامه و حماسته و شجاعته في الدفاع عن أمن الوطن و المواطن و محاربته المجموعات المسلحة و التي كانت تعيث فسادا و خرابا فيها , فأصبح هدفا لرصاص هؤلاء الإرهابيين الذين نصبوا له كميناً غادراً ,فكان أن وهبه الله الشهادة بتاريخ 28/9/2011 ,وهو عازب و الابن الثاني من أسرة مؤلفة من خمسة أبناء ( 2ذكور و3 إناث ) . السيد سمير صقر والد الشهيد وسام قال : كان وسام ابنا مطيعا و في قمة الأخلاق و الأدب و شخصا اجتماعيا و محبوبا من قبل رفاقه و الذين قالوا إنه أبلى بلاء حسنا في الدفاع عن الوطن . و أذكر أنني كنت أقول لوسام «خلي بالك من نفسك» لأنه كان في خطر دائم و مطلوب من الإرهابيين فكان يجيبني « لا تخاف علي» . لقد كان وسام بطلا شجاعا و شرسا على الأعداء ووطنيا ربيناه على حب الوطن , ودم ابني لم يذهب رخيصاً بل ذهب دفاعا عن سورية الغالية على قلوبنا, فكلنا في خطر و كلنا مشروع شهيد في الدفاع عن وطننا لأنه واجبنا والله يرحم وسام وشهداء الوطن جميعا . السيدة فوزية صقر والدة الشهيد وسام قالت: كل الصفات الحلوة كانت موجودة فيه , فقد كان ابنا مرضيا و كريما ومحبوبا ويحب مساعدة الجميع والعمل على إسعادهم ,و بشهادة رفاقه كان وسام غيورا على أمن الوطن و محبوبا من المواطنين الشرفاء في منطقة تلبيسة التي لبى نداءالواجب فيها حيث كان يسارع إلى مساعدتهم و تلبية احتياجاتهم ,وكان وسام شخصا مرحا فأذكر أنه كان يضحك على قولي له « خذ بالك على حالك «فيقول لي « لا تخافي « و كأن وسام يعرف أن الشهادة بانتظاره فكان يقول لي دائما هذه الكلمات « تعلمي يا أمي من أمهات الشهداء اللواتي تشاهدينهن على التلفاز كيف ستتحدثين عندما تسمعين خبر استشهادي « وبالفعل نال الشهادة التي تمناها و الله يرحم وسام وشهداءنا أجمعين . السيدة سعدة جدة الشهيد قالت : والله لا أستطيع أن أحدثكم عن وسام لأن ما سأقوله لا يفيه حقه . السيد نبيل مرشد صقر خال الشهيد - مدير شركة جبلة للغزل - قال :كان وسام إنسانا رائعا في الصغر والكبر ومحبوبا بين أهله و ذويه و مرضيا لوالديه , وكان مثالا للشاب الواعي المتمتع بقوة القلب و الجسد و بطلا أبلى بلاء حسنا دفاعا عن شعب سورية ووحدة أرضها , وإن شاء الله تكون شهادته و شهادة كل الشهداء عربون وفاء لوطننا وللسيد الرئيس بشار الأسد ,رحم الله وسام وشهداءنا وأسكنهم فسيح جنانه . السيدة سمر أخت الشهيد قالت : كان يحبنا كثيرا و يعمل على إسعادنا و لو على حساب راحته ,و نحن لا نقبل التعزية به بل التبريكات لأنه شهيد الوطن الغالي و هو كان يطلب الشهادة و الله وهبه إياها ,و سيظل وسام يعيش في قلوبنا إلى الأبد ونحن واثقون أنه في الجنة إلى جوار ربه, رحمه الله و شهداءنا الأبرار . السيد وسيم أخ الشهيد قال : كان وسام أخا و صديقا لي و يحبه الجميع لأن قلبه و روحه طيبان و بنفس الوقت كان قويا و شهما يلبي ما يطلبه منه الآخرون ,و ذهب شهيدا للوطن الذي أحبه كثيرا و رحم الله وسام و أسكنه رياضه . السيد فؤاد صقر خال الشهيد قال : وسام كان صديقا للجميع و مرحا و عنده إيمان قوي بأن هذه المعركة فُرضت على سورية و ستنتهي بالنصر, و لكن هذا النصر يحتاج إلى ثمن و نحن جاهزون لدفعه مهما كان غاليا, و بنظري هؤلاء الشهداء هم السيوف الدمشقية الذين سيمنعون الأعداء من اقتلاع الياسمين من بلادنا , و هم شهداء الوطن الأوفياء و الشجعان و المدافعون عن كل ذرة من ترابه ورحمهم الله أجمعين . سحر أخت الشهيد قالت : كان وسام رفيقي و مرجعي و مثالي الأعلى في الحياة , وكان فخراً لي و هو حي و بعد استشهاده سيظل فخري مدى العمر, و رحم الله وسام و كل الشهداء . فعلا كان وسام اسما على مسمى فبشهادته غدا وساما يزين صدر وطنه و أسرته و قريته أسوة بشهدائنا الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية تراب الوطن , وتبقى كلمات شكرنا و امتناننا و صلواتنا صغيرة أمام عظيم تضحياتهم. |
|