تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


على مقاســــــهم

الكنز
الخميس 20-10-2011
حازم شعار

في السنوات العشر الأخيرة شهدت البلاد حراكا اقتصاديا تم بموجبه فتح أبواب الاقتصاد لرياح الاقتصاديات العالمية القريبة والبعيدة , وخلال تلك الفترة كلما هبت رياح التحضير لعقد اتفاقية تجارة حرة مع دولة أخرى أو تكتل اقتصادي معين علت أصوات الصناعيين السوريين مطالبين بحمايتهم من هذا «الغول» الذي جاء ليلتهم صناعتهم ويغلق معاملهم ويشرد عمالهم,

وتسمع منهم المداخلات في الندوات والمؤتمرات , وتقرأ عنهم التصريحات الطنانة حول ضرورة التريث في توقيع هذه الاتفاقية أو تلك ومنحهم فرصة لتهيئة أوضاعهم لاستقبال هذا القادم خوفا من المنافسة «غير المتكافئة» التي ستتعرض لها منتجاتهم.‏

هذه الحالة تابعناها مع بدء التطبيق التدريجي لاتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى , ومع التحضير والمفاوضات المتعلقة باتفاقية الشراكة مع أوروبا , ومع التحضيرات الجارية للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية , ومع اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا ..الخ....‏

إلى هنا فانك قد تستوعب الحالة وتدرجها في الإطار المصلحي البحت للصناعيين , أما أن يهب بعض الصناعيين ضد إلغاء أو تعليق هذه الاتفاقيات على اثر التصريحات الحكومية الرامية إلى إعادة النظر في جميع الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية على خلفية الخلل الكبير الذي أحدثته اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا ليس في الميزان التجاري فحسب بل في الصناعة السورية التي تأذت كثيرا جراء هذا الخلل, فهذا محض تناقض اذ يطالب الصناعيون بعدم إلغاء أو تعليق الاتفاقيات وتحديدا منطقة التجارة الحرة مع تركيا حتى لا تتضرر مصالحهم بل يطالبون بتعديل بعض البنود وهنا تحول الصناعي مباشرة الى تاجر وأصبح يدافع عن مصالحه ونسي ان ثمة طرفا اخر في المعادلة وهو المستهلك الذي يهمه الحصول على السلعة الجيدة بالسعر المناسب ..‏

لكن كما يبدو فان الصناعيين يريدون اتفاقيات تجارية على مقاسهم فقط وتخدم مصالحهم فقط دون الاخذ بعين الاعتبار مصالح التجار والمستهلكين فضلا عن مصلحة اقتصاد البلد ككل .‏

h_shaar@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية