تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خلافات بين المسؤولين السياسيين والعسكريين «للانتقالي» وجبريل يقرر الاستقالة...السويد تنهي مشاركتها.. والناتو: لسنا مستعدين لإنهاء المهمة في ليبيا قريباً

سانا - الثورة
أخبار
الخميس 20-10-2011
لقد بات واضحاً أن الامور تجري بعكس ما تمنى واشتهى وما تم التخطيط له من قبل المجلس الانتقالي الليبي قبل دخوله إلى طرابلس وباعتراف اعضائه الذين يحتدم الخلاف العسكري والسياسي

بأنهم لايستطيعون ان يسيطروا على مقاتلي هذا المجلس وإن قراراته باتت إلى حاويات القمامة لانها لم تعد تساوي الورق الذي تكتب عليه بعد ان سيطرت جهات تملك السلاح والتنظيم في وقت كشف فيه حلف شمال الاطلسي عن عدم استعداده لاعلان نهاية مهمة ليبيا قريباً.‏

فقد أقر محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي بالمجلس الانتقالي الليبي باحتدام الخلافات بين الاركان العسكرية والسياسية للمجلس.‏

وكشف جبريل في تصريحات صحفية عن أنه قرر الاستقالة لان مقاتلي المجلس الانتقالي لا يتقيدون بتعليمات المجلس وقال.. لقد قدمت استقالتي لانه ليس لدي أي تأثير اذ اننا نصنع قرارات ترمى في القمامة.‏

وأضاف جبريل ان قواعد اللعبة السياسية في ليبيا تخطته حاليا تيارات تملك السلاح والمال والتنظيم والاعلام معتبرا أن المكتب التنفيذي والمجلس الانتقالي لا يملكان أيا من هذه الادوات.‏

وفي اشارة واضحة الى الانقسامات الحادة التي طفت على السطح بين مكونات ما كان يعرف بالمعارضة الليبية التي سيطرت مؤخرا على البلاد أوضح جبريل أن الامر في ليبيا تحول الى شرعية رسمية يحملها المجلس والمكتب وشرعية فعلية على الارض هي التي تنفذ أو لا تنفذ تعليمات المجلس أو المكتب مستغلا هذا الوضع.‏

في اثناء ذلك أعلن حلف شمال الأطلسي أن الحلف غير مستعد حتى الآن للإعلان عن نهاية مهمته في ليبيا بالرغم من تقدم قوات المجلس الانتقالي في مدينتي بني وليد وسرت حيث تستمر المعارك في «منطقة محدودة جدا».‏

وقالت كارمن روميرو المتحدثة باسم الناتو للصحفيين اول أمس في بروكسل «إن ساعة النهاية تقترب. لكني لا أتوقع أن يتخذ غدا قرار بإنهاء العملية».‏

وأضافت روميرو «من السابق لأوانه تحديد الموعد لأنه لا تزال هناك مخاطر تهدد السكان المدنيين».وأشار العقيد رولان لافوا المتحدث باسم عملية «الحامي الموحد» في نابولي إلى أن هذه التهديدات تراجعت في الأيام الاخيرة.‏

وقال بالرغم من المعارك المعزولة في سرت وبني وليد فإن غالبية السكان لم تعد مهددة. ان المقاتلين من أنصار القذافي باتوا في موقع الدفاع ولا يمثلون الآن خطرا حقيقيا باستثناء بعض جيوب المقاومة.‏

من جهة أخرى أعلنت السويد عن إنهاء مشاركتها في عملية الناتو في ليبيا، وقد أكد ذلك سويركر يورانسون القائد العام للقوات المسلحة السويدية، مشيرا إلى أن بلاده ساهمت بقسط مهم في عملية حلف شمال الأطلسي.‏

وعلى الصعيد الميداني شهدت مدينة سرت قتالا عنيفا بين قوات المجلس الانتقالي وقوات العقيد معمر القذافي أوقع عشرات القتلى في صفوف قوات المجلس بعد اعلانها السيطرة على مدينة بني وليد فيما عرضت محطات التلفزة الليبية لقطات لمقاتلي المجلس الانتقالي في بعض شوارع مدينة بني وليد وهم يطلقون الاعيرة النارية في الهواء تعبيرا عن فرحهم بالسيطرة على المدينة فيما بدت المدينة خالية تماما من السكان ولم يظهر في الصور سوى مقاتلي المجلس.‏

وفي مدينة سرت أدت المعارك الضارية أول أمس بين قوات القذافي وقوات المجلس الانتقالي الى مقتل 13 من قوات المجلس وجرح أربعين اخرين فيما أفادت الانباء الواردة من المدينة بأن أصوات اطلاق نار كثيف وانفجارات صواريخ ومدافع هاون دوت في شوارع الحيين المتبقيين خارج سيطرة مقاتلي المجلس.‏

وكان مقاتلو المجلس قد شنوا هجوما من الجهة الشرقية بغية السيطرة الكاملة على المدينة بعد محاصرتها لعدة اسابيع الا ان مقاتلي العقيد القذافي أجبروا قوات المجلس على التراجع في بعض الاماكن بالمدينة.‏

وفي واشنطن كشفت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست ان الولايات المتحدة بحثت شن هجوم معلوماتي على الدفاع الجوي الليبي قبل بدء العمليات العسكرية في اذار الماضي ضد ليبيا.‏

نقلت الصحيفتان وفق ما اوردت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين في ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما وقادة عسكريين سابقين قولهم إن هذه الفرضية تم رفضها لتفادي احداث سابقة ولعدم تأخير بدء العمليات.‏

وذكرت نيويورك تايمز ان التقنيات التي كان سيتم استخدامها بقيت سرية لكن هدف العملية كان اختراق دفاعات الشبكة المعلوماتية للحكومة الليبية بهدف قطع الاتصالات العسكرية ومنع اجهزة الرادار من جمع المعلومات ونقلها إلى بطاريات الصواريخ التي تهدد طائرات الحلف الاطلسي.‏

بدورها نقلت واشنطن بوست عن مسؤولين امريكيين سابقين وحاليين قولهم إن الهجوم المعلوماتي على ليبيا كان سيحدث اضطرابات في الدفاعات الجوية الليبية من دون ان يدمرها ولهذا السبب فان الاسلحة التقليدية اكثر سرعة وفاعلية. واضافت ان المسؤولين كانوا يجهلون ايضا ما اذا كان الرئيس الامريكي باراك اوباما قادرا على اطلاق هذه العملية من دون ان يحظى مسبقا بموافقة الكونغرس.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية