تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عمورة: ماضون في الإصلاح ونرفض التدخل الأجنبي

دمشق
الصفحة الأولى
الخميس 20-10-2011
بسام زيود

أكد الدكتور عبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية خلال اللقاء الحواري والجماهيري الذي أقيم في صالة السابع من نيسان بدمشق أمس أن المؤامرة على سورية باتت واضحة للجميع ولكل عاقل ومتتبع ووطني ولكل انسان موضوعي حتى ولو لم يكن بعثياً.

وأضاف من المعروف بأن سورية تحتل موقعاً جيوسياسياً مهماً أهّلها لأن تكون دولة محورية أساسية في حل جميع مشاكل المنطقة وخاصة في دول الجوار وأنه لا يمكن تجاوزها وهذا ما أثبتته الأحداث والتجارب والتاريخ منوهاً بأن القيادة السياسية في سورية كانت على الدوام قومية وعروبية وكانت وماتزال الضامن الأساسي لجميع مكونات المجتمع السوري مضيفاً بأن سورية موطن الأبجدية ومهد الحضارات والثقافات جميعاً ومنطلق الأديان ففيها تتعانق الكنيسة والجامع وفيها نسيج اجتماعي متآلف متجانس موضحاً بأن القيادة حافظت على الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية ونوه عمورة بأن سورية ومنذ استقلالها كانت ومازالت تتمسك باستقلالية قرارها السيادي السياسي الوطني وتمكنت عبر المراحل المختلفة من تجاوز كل المؤامرات والمخططات التي هدفت الى تفتيت هذه الأمة وهذا الشعب والمجتمع.‏

وقال عمورة إن سورية بوضعها الحالي هي منطقة تلاقي وتقاطع ضمن مشاريع من كافة الاتجاهات ولا يمكن لأحد أن ينكر بأن سورية تقع ضمن تلاقي هذه المشاريع وخاصة المشروع الصهيوني الذي أوجدوه في المنطقة.‏

وتطرق عمورة الى الحرب الأميركية على العراق وتداعياتها ونشر الفوضى الخلاقة واستخدامهم القوة العسكرية تحت حجج وذرائع واهية لغزوه ونهب ثرواته ومن ثم قالوا بأن أجهزة المخابرات ضللتهم ولم يكن في العراق أسلحة دمار شامل وتساءل عمورة أي ديمقراطية يتحدثون عنها عندما تفرض بالقوة من قبل قوى خارجية وبقوة السلاح.. وعن أي حقوق انسان يتحدثون وكلنا يتذكر سجون أبو غريب وغوانتانامو والسجون الطائرة اضافة لمقتل خمسة ملايين عراقي وخمسة ملايين يتيم وخمسة ملايين لاجئ كان نصيب سورية منهم 2.5 مليون هم إخوة أعزاء.‏

ولفت عمورة الى أنه إذا كان يحق لأحد أن يتكلم عن حقوق الانسان فهي سورية وشعبها وقيادتها.‏

وتحدث عمورة عن فشل مشروع الشرق الأوسط الكبير مشيراً إلى أن سورية كانت أول من قال لمجلس الأمن بأن هذه الحرب غير مشروعة وغير مبررة لأن الحل العسكري لن يجدي نفعاً كما تحدث عن الحرب على لبنان واستقبال سورية نصف مليون ضيف وكذلك الحرب على غزة وبين عمورة بأن سورية أفشلت بممانعتها وصمودها كل المخططات وأظهرت المعايير المزدوجة ودعمت المقاومة وبالتالي أفشلت مشروع الشرق الأوسط الكبير وتساءل عمورة كيف تستقيم حقوق الانسان والاحتلال مبيناً بأن هناك 12 ألف سجين فلسطيني في السجون الاسرائيلية.‏

وأضاف عمورة أن الأحداث الأخيرة جاءت لخدمة مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يهدف الى تقسيم دول المنطقة الى دويلات طائفية ومذهبية ولكن المؤامرة سقطت لأن سورية ليست مصر أو تونس أو ليبيا فلكل دولة خصوصيتها.‏

وأشار عمورة بالقول لقد راهنوا على الشعب فأثبت وعيه وثقافته وتاريخه وراهنوا على الجيش فأثبت أنه الجيش العقائدي وراهنوا على الاقتصاد وتناسوا بأن سورية غير مدينة وتأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع كما راهنوا على القيادة في سورية فكانت الإصلاحات وحاولوا استصدار قرار عن طريق مجلس الأمن فكان الفيتو المزدوج مقابل المعايير المزدوجة وحاولوا مجدداً عن طريق الجامعة العربية وتناسوا بأن سورية دولة محورية أساسية في الجامعة العربية وأن ميثاق الجامعة وبنوده تنص على أنه لتجميد عضوية أي دولة فيجب أن يكون هناك اجماع وليس الثلثين وهذا غير متوفر.‏

وأوضح عمورة بأن سورية ماضية في الإصلاح والحل فيها سلمي كما أوضح السيد الرئيس بشار الأسد ولا وجود لأي حل اقليمي ولكن بطبيعة الحال تجاه أيّ حوادث أمنية فمن واجب الدولة والحكومة أن تعالجها عبر أجهزتها المختصة لإعادة الأمن والاستقرار كما حصل في بريطانيا وأميركا وايطاليا واختتم عمورة حديثه بالقول بأن سورية كانت سباقة دوماً بالتأكيد على الحوار لمعالجة جميع القضايا في جميع الدول العربية ومن هنا كان موقفها الداعي للحوار في العراق وفي لبنان أو ما يخص فلسطين.‏

وأكد عمورة بأن سورية قيادة وشعباً ترحب بأي جهد عربي مخلص للحفاظ على العمل العربي المشترك الذي يصون مصالح الأمة العربية وفي إطار الثقة بموقفها وبرنامج الإصلاحات التي قامت وتقوم به حيث قررت سورية الترحيب بزيارة اللجنة العربية الوزارية والأمين العام لجامعة الدول العربية إلى دمشق برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر للقاء السيد الرئيس وأن سورية ترحب بمشاركة ممثلي روسيا والصين وجنوب إفريقيا والهند والبرازيل في الحوار الذي سيجري بين جميع مكونات أبناء الشعب والمجتمع وعلى الأراضي السورية وبمشاركة الجميع من أبناءه.‏

المطلق: الإنسان ركيزة أساسية في أي عملية تنمية‏

بدوره أكد الدكتور فرح المطلق معاون وزير التربية خلال اللقاء أن قدرة أي مجتمع على تحقيق أهدافه التنموية تأتي من خلال الخطط والبرامج التي يضعها هذا المجتمع من أجل تحقيق أهدافه وتطلعاته وبقدرته أيضاً على الوعي بتاريخه وإرثه الحضاري والعلمي وإدراك أن الإنسان هو الركيزة الأساسية لتحقيق أي عملية تطوير ومع الإنسان تبرز عملية التربية والتعليم كبانٍ أساسي لهذا الإنسان.‏

وأضاف المطلق بأننا مصرون في تربيتنا الوطنية والبعثية بأنه لا قيمة للفرد بمعزل عن المجتمع والوطن ومن هنا حرصت وزارة التربية وبرعاية كريمة من السيد الرئيس بشار الأسد على أن تكون هناك خطط تنموية تربوية طالت كل جوانب التربية بدءاً من المناهج المدرسية والأبنية وأعداد المعلمين وانتقال هذه المدخلات للوصول الى المُخْرج البشري.‏

وقال المطلق هناك نقلة نوعية في عملية التربية وتأتي نتائجها في المدى البعيد مشيراً إلى أن الوزارة لم تتوقف عن عملية تعديل المناهج من سنة لأخرى وأنه في العام القادم سيكون التعديل قد شمل الصفوف الـ12.‏

وأشار المطلق بأن القطاع التربوي مستهدف وأن حمايته واجب الجميع من مؤسسات تربوية ومجتمع أهلي وتربوي والأسرة وغيرهم حتى نبني ونصون أبناءنا وتاريخنا وقال بأن نسبة التعطيل في مدارسنا قليلة جداً حتى في المحافظات التي تعاني من بعض المشاكل.‏

وأوضح المطلق بأن عدد المدارس في سورية بلغ 22 ألف مدرسة وعدد الطلاب خمسة ملايين وستمائة ألف طالب وعدد أعضاء الهيئة التدريسية والادارية 373 ألف مدرس ومعلم واداري وعدد الشعب الصفية 200339 شعبة صفية معتبراً بأن ذلك انجاز بالنسبة لدولة نامية وأنه من الواجب حمايته بالتعاون مع الجهات المذكورة وحتى من قبل رجال الدين والمخاتير والوجهاء.‏

وندد المطلق بمحاولات البعض لإغلاق المدارس وإخراج الطلاب منها والاعتداء على المدارس وتجهيزاتها وسرقتها بهدف الضرر بالعملية التعليمية وبمخرجاتها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية