تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لماذا نرى الأحلام..و كيف تتدرج من السطحية إلى العمق؟

مجتــمـــــع
السبت 22-10-2011
غصون سليمان

من يخلد إلى النوم فلابد أنه رأى حلماً أو أحلاماً متتابعة طالما جعل الله سبحانه وتعالى الليل لباساً والنوم ثباتاً ، فالنوم حقيقة من طبيعة الإنسان وفي عالم النوم هذا تحدث فيما يسمى المنام أو الأحلام أشياء كثيرة تكاد تكون مشاهد ملونة أو بالأبيض والأسود .

فكم من مستيقظ يصحو صباحاً أو في أي وقت من أوقات الخلود والراحة مذعوراً أو متشائماً أو متفائلاً نتيجة مايراه أو رآه في حلم سهاده ؟ والسؤال لماذا يرى بعض الناس الأحلام وربما البعض لايراها وهل للحلم علاقة بمستوى البشر عاديين وأباطرة وبالتالي هل تحدث الأحلام عند النوم العميق أم قبله؟‏

مراحل النوم‏

تفاصيل إجابة الدكتور نعيم شحرور الأخصائي بالأمراض الداخلية وأمراض النوم تشير إلى أنه قبل الحديث عن الأحلام لابد من ذكر مراحل النوم التي يدخل فيها الإنسان حتى نعلم أين يرى الإنسان الأحلام ، ومن خلال ماأورده في حديثه للزاوية الصحية في إذاعة دمشق والتي تقدمها يومياً المذيعة القديرة نهاد تلاوي بيَّن حقيقة أن الإنسان يدخل بخمس مراحل في النوم وهي تتدرج من السطحية إلى العمق خلال المرحلة الأولى والثانية فيما الثالثة والرابعة يعتبر فيهم النوم عميقاً حيث دمجت فيه مايسمى مرحلة تكون فيها موجات الدماغ بطيئة وكبيرة ، وموجات الدماغ هذه تعبر عن هدوء كامل الجملة العصبية أما المرحلة الأخيرة ( الخامسة) فتسمى حركة العيون السريعة واختصاراً تسمى«بالرّن» أي المرحلة التي تكون فيها الجملة العصبية فيها نشاط متزايد بالرغم من أن الجملة العضلية( عضلات الأطراف) تكون مرتخية إلى أقصى حد، وتوصف هذه المرحلة بأنها مميزة جداً يكون فيها الإنسان مسترخياً بشكل كبير وهو نائم بشكل عميق جداً، ومع ذلك وبنفس الوقت يكون فيه الدماغ فيها متحفزاً ، عنده موجات سريعة وهنا تسمى مرحلة الأحلام .‏

ويؤكد الدكتور شحرور أنه في هذه المرحلة بالذات يرى فيها المرء الأحلام وتكون بصرية إضافة إلى أنها حسيّة ، وبما أن هذه المرحلة هي مرحلة فيزيولوجية نشيطة جداً، وبالتالي لايعتبرها العلماء بالحقيقة أنه أعمق مرحلة من مراحل النوم وإنما هي مرحلة مميزة جدا, لافتا أنه في المراحل الأقل عمقاً يمكن أن يشهد الإنسان أحلاماً أو يحس بها، فتختلف الأحلام الحقيقية المشاهدة في مرحلة الرن عن الأحلام المشاهدة في المراحل الأقل عمقاً إذ يشعر بأحاسيس ، فهي مرحلة حسيّة أكثر منها تصورية ، فيما المراحل العميقة فيمكن أن يراها المرء ويرى فيها مشاهد كأنها فعلاً مشاهد سينمائية.‏

ساعة ونصف‏

والدّقة التي أشار إليها الدكتور شحرور أن الإنسان يغوص بهذه المرحلة بشكل متفرق أي بعد ساعة ونصف من النوم يدخل مرحلة الأحلام ولكنها لفترة قصيرة لاتتجاوز الـ7 دقائق ويمكن من 3إلى 5 دقائق ، وبعد ساعة ونصف أخرى تزداد هذه المدة لتصل إلى عشر دقائق وتتكرر ثلاث أو أربع مرات في الليل ، موضحاً أن أطول مرحلة من هذه المراحل تكون عادة في الصباح الباكر قبل أن يستيقظ الإنسان مباشرة، وهنا كلما طالت هذه المدة كلما استطاع الإنسان أن يرى فيها أحلاماً أكثر وتكون واضحة أيضاً ويتذكر المرء الحلم حين استيقاظه ضمن هذه المرحلة تحديداً أي قبل الاستيقاظ ، لذلك نجد أناساً يتذكرون الحلم وآخرين لا.‏

والتأكيد للدكتور شحرور.‏

دورات النوم‏

كما ذكر أنّ الإنسان يدخل النوم بما يسمى دورات ضمن إطار المراحل الأربع المذكورة آنفا ومن بعدها مرحلة الأحلام وقد تستغرق كل دورة تقريباً ساعة ونصف وفي حال استيقظ الإنسان وكان ضمن مرحلة الأحلام التي ليست طويلة نذكر مباشرة ، أما إذ تجاوز هذه المرحلة، ودخل آنياً في مراحل أخرى ليست فيها أحلام فتتغير التركيبة الكيماوية، بمعنى أن وجوب أن نتذكر كل الأحلام والأفكار هي عبارة عن تجمع مواد كيماوية ، مواد معينة بروابط معينة وتسلسل معين بالذهن، وهذه الروابط لاتبقى لفترات طويلة إلاّ إذا استيقظنا يمكن أن نتذكرها على اعتبار أن الروابط موجودة ، وفي حال تجاوزناها إلى مرحلة أخرى فالروابط هذه تتفتت ويعود الإنسان إلى النشاط الذهني خلال النوم ولا يتذكر ماكان يحلم به.‏

هل ترتبط‏

بمخ الإنسان‏

وإذا ماسأل المرء هل الأحلام التي يراها الإنسان في النوم ترتبط بمخ الإنسان، وهل ترتبط هذه الأحلام بحياة الإنسان اليومية هنا يؤكد الدكتور شحرور أن للأحلام من الناحية العلمية ارتباطاً بحياة الإنسان اليومية ولاسيما الجميع يعلم أنه في حالة الأزمات وحالات الشدّة التي يعاني منها الإنسان ويفكر كثيراً بأمر ما... يمكن أن يراه خلال النوم ، وربما يحل المشكلة أو يتداولها بذهنه .‏

حتى الذاكرة لها نفس الخصائص فعندما نرى شخصاً ما لمرّة واحدة ، ونقرأ شيئاً لمرة واحدة في حياتنا فمن الطبيعي ألا نتذكر كثيراً، ولكن عندما نكرر الأمر بشكل متواصل ويهمنا بشكل كبير تتقوى هذه الروابط بالدماغ وتصبح تلك المواضيع موجودة في ذهننا وحاضرة باستمرار ونراها حتى في أحلامنا.‏

حالات مرضية‏

وربما يقول قائل إنه لايرى أحلاماً لكن الواقع الحياتي والعلمي يؤكدحسب رأي الدكتور شحرور أن ليس هناك شخص لايدخل في مرحلة الأحلام إلا إذا كان هناك حالات مرضية لاتدخل فيها دورات الأحلام كأن يعاني مشكلة اضطراب النوم ، وخاصة أننا نعلم أن كثيراً من أمراض النوم تتعلق بمرحلة الأحلام سواء أكانت طويلة أم قصيرة أو غائبة ، وغياب هذه المرحلة تؤدي إلى اضطراب وعادة مايتميز بوجود تعب شديد وإرهاق وميل للنعاس لكون المرحلة مهمة جداً حيث يكون فيها الدماغ نشيطاً جداً، لكنها من الناحية العضلية والفيزيولوجية هي مرحلة فيها ارتخاء كامل لعضلات الجسم ويرتاح فيها الجسم ، ولما يدخل الإنسان هذه المرحلة يبقى لديه نقص بالارتخاء والراحة مايجعله يستيقظ متعباً .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية