تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ماذا كان سيحدث لو أكل نيوتن التفاحة؟

استراحة
السبت 22-10-2011
سؤال يفترضه من يفكر في الانجازات العلمية التي حققها الإنسان؟

ويقولون: لو أكل نيوتن التفاحة لما تحققت الانجازات العلمية والتقنية التي تحققت بنتيجة النظرية التي فسر بها ظاهرة سقوط التفاحة.‏

ويقولون: بسبب تفاحة آدم هبطنا إلى الأرض، وبسبب تفاحة نيوتن صعدنا السماء.‏

كثيرون يرون أوراق الأشجار والثمار تتساقط، لكن لم يفكر أحد قبل نيوتن في تفسير ظاهرة السقوط، حتى اكتشفها هذا العالم.‏

وأكثر الناس يتابعون قصة نيوتن والتفاحة على أنها قصة مسلية أدت إلى اكتشاف الجاذبية الأرضية، لكن من غير المعروف على نطاق واسع أن الجاذبية الأرضية كانت معروفة قبل نيوتن، وأن قصة التفاحة ذاتها مخترعة، لكن نيوتن كان عالما ومفكرا حقق إنجازاً بشرياً عندما وضع قانون الجاذبية.‏

و خصوصية فكرة نيوتن كانت تكمن في التفكير بقوى الجاذبية، وهي أن لكل جسم قوة، والجسم الأقوى جاذبية هو الذي يجذب الأخر، أي إذا كان للجسمين ذات قوة الجاذبية لوقف كل في مكانه أو لانطبقا على بعضهما كما هو الحال في إفراغ الهواء من شطري كرة، وإذا أراد جسم أن يتخلص من جاذبية قسم آخر فيجب أن تكون قوته اكبر من قوة الجاذبية لدى الجسم المراد الخلاص منه.‏

ومن هذه الفكرة كان البحث عن طائرة أو صاروخ يملك قوة جاذبية أكبر من قوة جاذبية الأرض فيستطيع الانفلات منها، وهو ما حدث بعد ثلاثة قرون من لمعان نظرية الجاذبية في ذهن نيوتن.‏

ففي 17 كانون الأول عام 1903م، تمكن الأخوان الأمريكيان أورفيل وويلبر رايت اللذان كانا يعملان في صناعة الدراجات من تصنيع أول طائرة تطير في التاريخ، وفي 4 تشرين الثاني 1957، وضع السوفييت أول قمر إصطناعي في الفضاء باسم السبوتنيك.‏

وقصة التفاحة التي سقطت على رأس نيوتن قصة طريفة تروي كيف كان نيوتن جالساً في الحديقة في صيف 1665، وكيف سقطت التفاحة على رأسه، فدفعه سقوطها الى التفكير في قوة جاذبية الارض وبالتالي الى اكتشاف قانون الجاذبية.‏

ويقال إن قصة تفاحة نيوتن هذه مطعون في صحتها وأنها مختلقة ولا أساس لها من الصحة، لأن السير إسحاق نيوتن نفسه لم يرو تلك القصة في أيَ من كتبه أو مقالاته، وكذلك الأمر بالنسبة للأوائل ممن كتبوا سيرة إسحاق نيوتن.‏

ومع ذلك فقد راجت الحكاية حتى بلغت الآفاق، حتى إن الكتب المدرسية أخذت تسرد قصة التفاحة وكأنها حقيقة مسلم بها.‏

أما الذي كتب القصة وروَج لها فهو فولتير الفيلسوف الفرنسي المعروف وذلك في كتابه « مبادئ فلسفة نيوتن « حبَاً في شد قُرائه إليه، مبيَنا في كتابه هذا أن مرجعه في ذكر القصة ما قالته له إمرأة عجوز من أقارب اسحاق نيوتن الأبعدين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية