تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أبواب الفرج لم يبق منها سوى باب دمشق

استراحة
السبت 22-10-2011
اعداد: ياسر حمزة

كانت المدن الكبرى حتى فترة قريبة تستخدم الأسوار والحصون للدفاع، وكان للأسوار هذه أبواب عديدة يتمترس خلفها المدافعون لمنع اجتياح الأعداء، ومع الانفجار السكاني توزع الناس خارج الأسوار حتى باتت المدن القديمة جادة صغيرة ضمن المدينة.

ومن المفارقات أن تشترك بعض المدن في تسميات أبوابها، وإن كان الغالب أن تختص كل مدينة بأسماء مختلفة لأبوابها عن غيرها من المدن.‏‏

‏‏

ومن الأسماء المشتركة (باب الفرج) ونجد هذه التسمية متداولة في كل من دمشق وحلب والقاهرة.‏‏

فباب الفرج بدمشق من أهم أبواب دمشق القديمة، ولكنه ليس من الأبواب الرومانية، بل أحدث في العصر الزنكي، ويقع في الجهة الشمالية من سور المدينة بين العصرونية والمناخلية فلذلك يسمى أحياناً باب المناخلية، كما يسمى باب البوابجية.‏‏

وقد أنشأ الباب نور الدين الزنكي، وسمي باب الفرج لما وجد الناس فيه من الفرج باختصار المسافة في الدخول والخروج من المدينة، وجدد الباب أيام سيف الدين أبو بكر بن أيوب سنة (689 هـ) وهو باب مزدوج.‏‏

وهناك باب الفرج من أبواب حلب القديمة، وهو الآن في مركز المدينة، وقد أنشئ في عصر الملك (الظاهر غازي).‏‏

وهدم باب حلب في عام 1904 ولم يبقَ منه إلا اسم المكان وبقي أيضا برجه الجنوبي، وفي وسط ساحة (باب الفرج) يقوم برج الساعة الذي أنشئ عام 1899.‏‏

وسمي«باب الفرج»بهذا الاسم تفاؤلاً لما وجد من التفريج بفتحه، وقد فتحه الملك «الظاهرغازي» وكان في محله باب يسمى «باب العبارة» أو «باب الثعابين» و«باب الفرج» لم يبق له أثر.‏‏

ويقع «باب الفرج» بين «باب الجنان وباب الفراديس»، ولقد جُدد بناؤه في عهد الأمير «سيف الدين الحموي» عام 663 هجري، و ذكره «ابن العديم» في مؤلفه «زبدة حلب».‏‏

وهناك باب الفرج في مدينة القاهرة، ولا يوجد له من الأثر الآن سوى اسم المكان، كما هو حال باب حلب، و كان يقع في سور القاهرة الجنوبي عند القاعة التي تضم مقام «الست سعادة» الكائن في الزاوية القبلية الغربية لمبنى مديرية الأمن بميدان أحمد ماهر.‏‏

وهكذا نجد أن دمشق هي المدينة العربية الوحيدة التي لا تزال تضم بابا قديما باسم باب الفرج.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية