تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تستطيع الربح .. ولا تربح ..!

بالقطع السوري ..
السبت 22-10-2011
علي محمود جديد

يوم وراء يوم تتفاقم مشكلة البرودة بمواجهة حالة الحرارة الشديدة التي تعيشها بعض المصارف جرّاء اقتراب المهلة المحددة لهم بموجب القانون رقم ( 3 ) لعام 2010

والذي قضى بزيادة رأسمال المصارف العادية التجارية إلى ( 10 ) مليارات ليرة سورية، والمصارف الإسلامية إلى ( 15 ) مليار ليرة خلال ثلاث سنوات من تاريخ المرسوم.‏

إنَّ زيادة رأسمال المصارف بالأحوال العادية يتيح لها المزيد من الانتعاش والربح عبر زيادة مقدرتها على توظيف فوائض الأموال، وبالتالي فإن هذا التوظيف المضمون من شأنه أن يزيد من قيمة أسهم البنك في البورصة، أما إن اقترنت زيادة رأس المال بعدم القدرة على توظيف هذه الزيادة فإن قيمة الأسهم سرعان ما تنخفض ويصير رأس المال يأكل من بعضه، وهذا سيؤدي بالنهاية إلى تحقيق خسائر كبيرة للبنك وللمستثمرين حاملي الأسهم بعد أن يشهد السهم انخفاضات كبيرة‏

حالياً ترى المصارف المكلفة بزيادة رأسمالها إلى مثل هذا الحجم بحالة ضغط وقلق لآنها سوف تضطر إلى مثل هذه الزيادة الخاسرة سلفاً في رأس المال لأن توظيف هذه المبالغ المالية مسألة صعبة جداً «حسب قناعاتها» في مثل هذه الظروف التي تمر بها سورية أمام الضعف الذي تشهده الاستثمارات الطالبة لتوظيف الأموال في هذه الأيام.‏

على كل حال ورغم تحفظاتنا على مثل هذه القناعات الصارمة والتي تجزم بالفشل إذا ما ازداد رأس المال، فقد صار من غير المعقول لمصرف سورية المركزي وغيره من الجهات المعنية بهذه المسألة أن تبقى متفرّجة على ما يحصل دون أن تتخذ قرارها بالالتزام بالمدة المحددة أو العمل على التأجيل لخمس سنوات على الأقل حسب مطلب البنوك.‏

أما بالنسبة للتحفظات التي أشرنا إليها فنحن نعتقد بأن توظيف الأموال عن طريق القروض الاستثمارية الضخمة ليس هو الخيار الوحيد أمام البنوك لتوظيف أموالها، ولكنه يمكن أن يكون هو الخيار الأسوأ، إذ أن البنوك تغفل – وإلى حد بعيد – مطالب الشباب الذي يتحيّن الفرص التي تتيح له البدء بمشروعه ويعيش أحلام التمويل، ولكن لا أحد يسمع، ونحن نعتقد أن توظيف الأموال بشكل مدروس ومُيسّر مع الشباب من شأنه أن يكون استثماراً موفقاً ورابحاً ولا داعي لكل هذه المشاكل وهذا القلق .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية