تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لن نجحد بعروبتنا

البقعة الساخنة
السبت 22-10-2011
علي نصر الله

ما معنى أن يضع بعض العرب يدهم في يد الأجنبي لضرب أمن واستقرار دولة عربية شقيقة... وما معنى أن يسعى هذا البعض لاستخدام جامعة الدول العربية أداة لتحقيق أجندات خارجية ومصالح غربية في المنطقة؟!.

ثم ما معنى أن يسهر بعض العرب على تشويه حقيقة الأحداث في سورية، وما معنى أن يمارس لأجل ذلك كل أشكال التحريض والتزوير السياسي والاعلامي على مدار الساعة؟!‏

ما معنى أن يجهد بعض العرب لزرع الشقاق بين الدول العربية، وما معنى أن يعمل على تمزيق كل أوراق العمل العربي المشترك غير المزدهر أصلاً، وما معنى تعميق هذا البعض لنقاط الخلاف والاختلاف بين العرب بدلاً من تقليصها ومعالجتها؟!‏

ما معنىأن يتجاهل بعض العرب معايير وقواعد التضامن والتعاون والعمل المشترك، وما معنى أن يعمل علىاستبدالها بمنظومة معايير وقواعد ساقطة أسها وأساسها العداء للعرب، وغرضها وغاياتها تصب في غير مصالحهم؟!‏

عشرات أو مئات الأسئلة المشابهة تراود كل عربي حر وشريف يؤمن بالعروبة، بل ربما آلاف الأسئلة تضغط بحثاً عن إجابات تفسر حقيقة ما يجري، وتكشف عن مقادير تراجع العمل العربي المشترك وأسبابه، وتشخص خطورة ذلك على المصالح القومية العليا للأمة.‏

في الاجابة قد يجد البعض في ذلك تجاوزاً في الأداء السياسي لبعض النظم العربية على كل ما هو عربي، وقد يجد البعض الآخر فيه شذوذاً سيفرز تداعيات خطيرة على المستوى القومي لكنه لن يطول، غير أن الكل يجمع على أن هذا النوع من الأداء السياسي هو النكران للعروبة ولا شيء سواه.‏

نعم هو النكران عينه، لكنه لن يدفعنا للجحود بعروبتنا... نحن المؤمنين بها في سورية وفي الدول العربية الشقيقة سنبقى على إيماننا، ولن نتخلى عن دورنا في الدفاع عن القضايا والحقوق العربية، ولاعن ريادتنا في إدارة العمل المشترك ومحاولة إحياء التضامن العربي صيانة لأمن واستقرار الدول العربية مجتمعة.‏

سورية ستواصل أداءها السياسي المميز، وستبقى ملتزمة الدفاع عن الهوية والقومية العربية شاء من شاء وأبى من أبى، وكما كانت - ومازالت - تصنع قرارها الوطني الحر بعيداً عن أي اعتبارات أو تدخلات خارجية، فإنها ستواصل سعيها في هذا الاتجاه مع الأشقاء غير الضالين وصولاً لصناعة قرار قومي عربي بعيداً عن أي تدخلات أجنبية، ولن تجحد بالعروبة مهما بالغ الأعراب في جحودهم..‏

ali.na_66@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية