تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تفجيرات العراق.. صناعة الاحتلال وبيئته المناسبة!

شؤون سياسية
السبت 22-10-2011
منهل إبراهيم

مشهد من فيلم قادر على التأثير حتى في القاسية قلوبهم وهو كفيل بتجسيد حجم الظلم الذي وقع بالعراقيين بعد الغزو الأميركي الهمجي للعراق مع أنه جزء من أجزاء كبيرة وكثيرة ومتنوعة

من مظالم واستهتار الجيش الأميركي بدماء أبناء العراق وكراماتهم ... عرس عراقي ترصده جنود الاحتلال الأميركي كما يترصد الذئب فريسته لأجل إرضاءغرورهم وإرواءعطشهم من دماء الأبرياء بانتظار إطلاق النار في الهواء ابتهاجاً ليكون ذريعة لهم في اقتحام العرس وتحويله إلى مأتم كبير بعد اتهام جميع الحاضرين كباراً وصغاراً ورجالاً ونساءً بالإرهاب.‏

ولمن لا يعرف فبعض شوارع بغداد التي تحظى بعناية خاصة لأسباب تتعلق بأمن الاحتلال وليس بكل تأكيد من جانب الحرص على العراقيين ينفق فيها الجيش الأميركي ملايين الدولارات لتأمينها دون جدوى ... وليس هذا بمستغرب لأن الفوضى في العراق ستبقى تدب أطنابها وليس بمقدور أحد كبح جماحها والسيطرة عليها طالما بقي الاحتلال لأنها إما من صنعه أو تجد البيئة المناسبة في كنفه حيث يشجع المحتل على الفتن والانقسام ويغذي كل ذلك بالحيلة والخداع والدسائس ونرى الأعمال الفوضوية والتفجيرات والتناقضات السياسية تتزايد مع اقتراب موعدالانسحاب الأميركي المرتقب نهاية العام الحالي وهذا ليس في صالح العراق والعراقيين على الإطلاق لأنه يهدد وجودهم ومصيرهم.‏

والمتتبع للواقع العراقي الدامي بعين بصيرة يرى شبح الموت الأميركي جاثماً في كل زاوية من زوايا العراق يحرض طائفياً ومذهبياً وسياسياً ويقوم بإخراج مسلسل الرعب اليومي الذي تلعب فيه البطولة العبوات الناسفة والمفخخات ،وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الاحتلال يريد أن لا تهدأ الأوضاع أبداً بأي شكل من الأشكال ليستمر تفكير العراقيين بالفراغ الأمني المفترض الذي يروج له الإعلام الغربي.‏

بعض الكتل السياسية العراقية وصفت الحالة التي يعيشها العراق حالياً بالضياع الذي أدى إلى سقوط الدماء البريئة فيما ساعد المحتل على تفشي الإرهاب كعنوان لا حدود له ، فالاحتلال هو من يقف وراء الإرهاب وعمليات القتل الجماعي كونه المستفيد من هذا الواقع والهدف هو البقاء إلى ما لا نهاية .‏

وبسخط تؤكدهذه الكتل أن الإرهاب وكل أنواع الإجرام والقتل والترويع العشوائي تخدم الاحتلال الأجنبي وتزعزع الأمن والأمان بنشر الذعر في قلوب الأبرياء والآمنين.. وهذا ينطبق على أميركا بسياستها الرعناء خصوصاًفي المنطقة العربية .‏

فأميركا فتحت العراق كله كسجن كبير ونشرت الرعب والفتن والموت والدمار والجوع والمرض وشردت الملايين في كل مكان ... إنها ديمقراطية الانفلات وتثقيب الرؤوس واستباحة الدم والحرمات ... ونشرت حرية معمدة بإراقة الدم وديمقراطية بالبارود والدخان وانفلات أمني متعمد وقوافل موت يومي ... وفاتورة عريضة من البطالة والتجويع والتشريد والتهجير القسري والهروب من الجحيم إلى خارج البلد وسرقة ونهب أمواله وثرواته وتعطيل قدراته والقضاء حتى على الثقافة والعلم بقتل الأساتذة والعلماء والاختصاصيين والقضاء على الذاكرة العراقية العريقة الحضارية الضاربة في أعماق التاريخ .‏

يقول أحد المفكرين العراقيين ... عندما تراجعون مظالم الاحتلال الأميركي ستدركون أن العراق تاريخاً وحضارةً ووجوداً هو المستهدف وليس المستقبل فحسب ، فأميركا تخاف من التاريخ العظيم لبغداد وتريد إلغاءه من الوجود ، ويقول مفكر آخر ... عندما ترجعون للإحصائيات ستجدون الحقائق وتعرفون خدمة الموت التي قدمها لنا الاحتلال ... ولو كان في بغداد كهرباء لاحتفلت كل ليلة بإضاءة مصابيح البهجة وهرع الناس في أمان الشوارع يحملون شموع الحرية وليس بحثاً عن أشلاء قتلاهم ومخطوفيهم.‏

لكن بالرغم من أن الاحتلال هو لب المشكلة وأصلها ... يقع على عاتق العراقيين الحل لأنهم هم أصحاب البلد ومفاتيح الحلول بأيديهم للخروج من بوابة عريضة من فوضى الاحتلال ودوامته التي غرق فيها العراق وأصبح قاب قوسين أو أدنى من فقدان هويته العربية والقومية تحت ضغط الاحتلال واملاءاته، فالحل النهائي لكل ما يحدث في العراق من فتن وفوضى وتفجيرات هو طرد الاحتلال وهو أمر يقرره الشعب العراقي وجميع كتله السياسية التي من واجبها ومصلحتها بدون استثناء السير في طريق واحد مع الشعب ليبلغ العراق بر الأمان ويتحقق الوفاق الوطني بين جميع أبنائه .‏

manhalebrhim@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية