تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من قتل القذافي ؟!

منوعات
السبت 22-10-2011
أحمد ضوا

قد يستغرب البعض طرح هذا السؤال بعد أن أصبح القذافي جزءاً من تاريخ ليبيا.. ولكن معرفة من قام بقتله بعد تضارب المعلومات والتصريحات وأشرطة الفيديو حول ذلك تميط اللثام عن حقائق مذهلة ومريبة حول حرب حلف الناتو على ليبيا.

أولى المعلومات التي أوردتها وكالات الأنباء كشفت أن القذافي قتل بغارة للأطلسي وفيما بعد سُحبت هذه المعلومات بسرعة البرق من وكالات الأنباء ومن بعض شاشات التلفزة لتلصق عملية قتل القذافي «بثوار ليبيا».‏

وكذلك الأمر أول فيديو بث للقذافي كان حياً وحوله بعض الأشخاص وفيما بعد سُحب هذا الفيديو من التداول على شاشات الجزيرة والعربية وحلّ مكانه فيديو آخر يظهر القذافي ميتاً وبجواره بعض الأشخاص ينكّلون بجثته.‏

وهنا السؤال المهم مَن الجهة التي تقف وراء منع كشف دور الناتو في مقتل القذافي ولماذا؟.‏

هذه التساؤلات طرحتها المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة التي دعت إلى تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات مقتل القذافي في مدينة سرت لكونها لاتزال غير واضحة.‏

إن ما يمكن استنتاجه في ضوء ذلك أن هناك محاولات للتعتيم على دور الناتو في قتل أو إصابة القذافي وإلصاق العملية بأبناء جلدته وذلك بغية منع توجيه اتهامات لهذا الحلف بأن هدفه الرئيسي كان تدمير ليبيا كدولة أولاً وعندما انتهى من ذلك أقدم على استهداف القذافي وقتله.‏

ما يؤكد هذه الحقيقة على أرض الواقع هو استهداف الناتو للبنية التحتية الليبية ولكل المؤسسات الخدمية عدا «آبار النفط ومنشآت تكريره وتصديره» وتجاهله بنفس الوقت القذافي الذي كان معروفاً مكان إقامته خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الغارات الأطلسية ولو أن هذا الحلف لا يسعى لتدمير ليبيا لكان أقدم على قتل القذافي خلال الشهر الأول من حملته العدوانية على الشعب الليبي ولما انتظر حتى إعادة ليبيا الى العصر الحجري بعد قصفها بأطنان من القنابل والآلاف من الصواريخ وقتل أكثر من 60 ألف ليبي وتشريد وجرح الملايين منهم أيضاً.‏

كل المعطيات تؤكد أن طائرات حلف شمال الأطلسي وقواته على الأرض كان لها الدور الأساسي فيما آل إليه القذافي وأبرز دليل على ذلك الصمت الذي يلف قادة هذا الحلف والدول الأساسية التي ساهمت في حملته على ليبيا إزاء هذا الأمر. ولنتذكر زيارة هيلاري كلينتون الى طرابلس قبل أيام وتصريحاتها حول مصير القذافي.‏

إن الأشارة لدعوة المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات مقتل القذافي لا تعني على الإطلاق الاعتراف بمصداقيتها ولربما تم توجيهها للقيام بهذا العمل لتبرئة الناتو من مقتل القذافي والطريقة التي عومل بها وهو ممسوك من أشخاص وهو ميت على الأرض وفي السيارة التي نقلته الى مصراتة؟!.‏

الأشهر القادمة ستكشف حقائق كثيرة عن الحملة الأطلسية على ليبيا منذ اليوم الذي اتخذ فيه مجلس الأمن القرار 1973 المشؤوم وحتى مقتل القذافي والحقائق ستفضي الى أن حملة الأطلسي كان هدفها الأساسي تدمير ليبيا أولاً والسيطرة لاحقاً على مقدراتها ونفطها وسيعلم الليبيون الذين سعوا للإطاحة بالقذافي أن الثمن كبير جداً وباهظ إلى الحد الذي لن يتحمله الشعب الليبي، وأنه بمقتل القذافي ستبدأ مرحلة جديدة سيكتشف خلالها الشعب الليبي أوهام ديمقراطية الأطلسي وحريته وإلى أين ستنقلهم؟.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية