تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحصن المنيع

حدث وتعليق
السبت 22-10-2011
عائدة عم علي

الاستقبال الحافل الذي حظي به الأسرى الفلسطينيون المحررون الستة عشر من سجون الاحتلال واحتضان سورية لهم بعد سنوات طويلة من الحرمان لاستنشاق عبق الحرية

ما هو الاّ تأكيد على دور سورية المحوري في احتضان المقاومة الفلسطينية ودعمها منذ انطلاقتها عدا أنها العمق الاستراتيجي لها رغم كل الأزمات والتحديات المفتعلة ضدها للنيل من مواقفها الوطنية والقومية .‏

هؤلاء الأسرى المحررون جاؤوا الى دمشق ليأخذوا من عبق الحرية ما يشتهون وما تحقق هو انجاز للشعب الفلسطيني وقضيته وهو انتصار معادلة الحق على الباطل الاسرائيلي وعلى الظلم التاريخي الذي لم يوفر شيخاً ولا طفلاً ولا نساء حوامل نقول لهم لقد انتصرت فلسطين بالحاضن السوري المستمر , وما عملية تبادل الأسرى الاّ تأكيد على استمرار المقاومة في سبيل استعادة حقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة وعلى صلابة موقفه للوصول الى أهدافه المنشودة في ظل تجاهل المجتمع الدولي لقضية الأسرى عدا انتهاك المعاهدات الدولية الخاصة بمعاملة الأسرى والمعتقلين ناهيك برحلة العذاب في غياهب السجون الاسرائيلية .‏

لكن ما يثير الاستهجان والغرابة أن خصوم المقاومة وأعدءها لا يفوتون فرصة للنيل من سورية ومواقفها القومية المشرفة والتي لم تفرط يوما بالمقاومة لأنها ملتزمة بالهم القومي والقضية الفلسطينية ،فهم لا يتوانو عن اصطياد الفرص تارة ً من خلال مجلس الأمن ومرة طلب تعليق العضوية في الجامعة العربية بذريعة مايدعونه الحرص على دم الشعب السوري ولهفتهم على منحه ديمقراطية تتناقض مع دولهم العشائرية، متناسين أن أكاذيبهم لم تنطلِ على الشعب السوري الذي خرج بالملايين في المدن السورية ليؤكد رفضه لأجندات التدخل الخارجي ,وفي رسالة واضحة تقول ان السوريين متمسكون باستقلالية قرارهم الوطني ويدعمون الإصلاحات والحوار في بلدهم .‏

ان دمشق لا تزال عصية على كل المحاولات الجارية في واشنطن والغرب وبعض الدول العربية بهدف إنهاكها وإضعافها وتمهيداً لفرض الشروط عليها , لا بل فهي مازالت تحافظ على قوتها من الداخل وعدم الاذعان للخارج , وهي تؤكد أنها قادرة على مواجهة الرياح العاتية من أي جهة أتت, فسورية التي لم تتردد يوماً لنصرة القضايا القومية والتي كانت ولا تزال الداعم الاكبر للقضية الفلسطينية وهي صاحبة تسميتها بقضية العرب المركزية , هاهي تحتضن الأسرى المحررين المؤكدين اعتزازهم بسورية الواقفة في وجه الاحتلال وأعوانه .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية