|
الثورة وعزل إيران كمقدمة لتنفيذ أجندة تهدف بشكل رئيس إلى إسقاط الحكومة الإيرانية. ومن دواعي الأسف، أن لا يبدي معظم الأميركيين اهتماما لما سيجري في هذه البقعة من الأرض. من المسلم به أن سورية تقع في عين العاصفة فالحرب التي تتعرض لها تدخل في عامها الثامن حيث يؤكد الواقع على أن واشنطن التي تتكأ على عكاز داعش ومجموعات إرهابية تمثل وكلاء الأمبريالية (الذين يلقون دعماً واسعاً من خلال القصف الإرهابي الذي يقوده التحالف الأميركي) تتحمل المسؤولية كاملة عن سقوط آلاف المدنيين السوريين ضحايا. لقد أصبح العالم أجمع على معرفة تامة بأن القوات الأميركية تعمل بشكل غير شرعي في سورية، وتحتل أراضي شمالية وجنوبية حيث أقامت 18 قاعدة في المحافظات الواقعة شمال شرق وجنوب غرب البلاد وفقا لما ذكرته وكالة فارس. ويقول المحلل العسكري الروسي فلاديمير كوزين إن «الولايات المتحدة تدرب الإرهابيين في 19 قاعدة عسكرية أقامتها في سورية» وقد ذكرت جريدة الوطن السورية بأن القواعد الشمالية هي «عين العرب، خرب عشاق، منبج، عين عيسى، الرقة، الطبقة التابعة لمحافظة الرقة، الشدادي، الهول، تل تمر، تل بيدر، رميلان في محافظة الحسكة، حقل عمر والبحرة في محافظة دير الزور». كما أن البنتاغون أنشأ قاعدة التنف غير الشرعية في الجنوب السوري قرب الحدود العراقية الأردنية. وفي الصيف الماضي قال كوزين: «تعتزم الولايات المتحدة إنشاء قاعدة عسكرية مجهزة بأحدث الأنظمة والتجهيزات العسكرية على طول الحدود العراقية- السورية» أصبح الجميع على قناعة تامة بأن القوات الأميركية عندما قدمت إلى سورية والعراق كانت تهدف إلى اتخاذ صفة الاستمرارية فيهما وتكريس الاحتلال الدائم لهما عبر الاعتماد على القواعد العسكرية التي أنشأتها في كلا البلدين بغية استخدامهما كمنصة لحروب إقليمية عدائية تقوم بها بمؤازرة حلف الناتو وإسرائيل والمملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى وتركيا. ولتنفيذ هذا الهدف باشرت القوات الأميركية باحتلال مساحة تبلغ 55 كلم مربع في الجنوب الغربي لسورية بالقرب من الحدود الأردنية -العراقية. وترى هيئة الأركان الروسية بأن هذه المنطقة تشكل منصة انطلاق لحرب أميركا ضد الدولة السورية عبر قاعدتها في التنف. وفي سبيل تحقيق القوات الأميركية الخاصة لمآربها عمدت إلى تأمين ملاذ آمن لداعش والإرهابيين في منطقة التنف، حيث تولوا تدريبهم بهدف استخدامهم كقوات وكيلة للبنتاغون. تم احتجاز عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين داخل مخيم الركبان (الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة) الواقع على الحدود مع الأردن، الأمر الذي جعل من أولئك اللاجئين رهائن لدى القوات الأميركية وإرهابييها حيث يعيشون في ظروف إنسانية متردية، خاصة وأن ذلك المخيم يستخدم لتجنيد المسلحين الجدد للقيام بهجمات على القوات السورية. يواجه أولئك النازحون المجاعة وشظف العيش والآلاف منهم بحاجة ماسة إلى المساعدة الفورية إلا أنه في يوم السبت الفائت عمدت القوات الأميركية إلى منع وصول الإعانات الإنسانية التابعة للهلال الأحمر العربي السوري والأمم المتحدة. علما بأن آخر مساعدة تم وصولها إلى مخيم الركبان كانت في شهر كانون الثاني الفائت. أعرب الجنرال الروسي فلاديمير سافيتشينكو عن امتعاضه مما جرى في يوم السبت قائلاً: «إن عجز الجانب الأميركي عن الوفاء بالتزاماته حيال توفير الأمان لمساحة تبلغ 55 كلم مربع حول قاعدة التنف أوقفت مسير القافلة». وقد قال مسؤولون في الأمم المتحدة بأن «عملية تأمين المساعدات جرى إلغاؤها نتيجة الافتقار للضمانات الأمنية». ويبدو بأن البنتاغون قد رفض تقديم تلك الضمانات. وفي هذا السياق، أضاف سافيتشينكو بأن «الأراضي الواقعة حول التنف باتت مستنقعا لأعداد كبيرة من المتطرفين الذين يتلقون الدعم الأميركي ويتخذون تلك الأراضي مقراً لممارسة كافة أشكال الاستفزازات» لقد باتت منطقة حدود العراق والأردن عالية الخطورة بالنسبة لعمال الإغاثة. ووفقاً لما ذكره مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان أحمد كاظم فإن حوالي 14 لاجئاً توفي في مخيم الركبان على مدى الأيام القليلة الماضية جراء عدم توافر المواد الأساسية. أشار مسؤولون في دمشق إلى أن منطقة 55 كلم مربع التي تحتلها القوات الأميركية باتت ملاذاً آمناً لداعش والمقاتلين الإرهابيين بهدف استخدامها كموضع لانطلاق هجماتهم نحو المناطق القريبة. كما ورد في موقع ميدل إيست أي البريطاني ما يلي: «على مدى السنوات الثلاث الماضية، لجأ عشرات الآلاف من المدنيين إلى هذا المخيم خوفا من تنظيم داعش الذي سيطر على عدة مناطق في سورية...» وفي السنة الماضية، قدرت الأمم المتحدة بأن عدد اللاجئين في الركبان قد بلغ حوالي 45 ألفا. لكن منظمة أطباء بلا حدود ومنظمات إغاثية أخرى تقدر عددهم بـ 60,000. يسود الغموض حول أعداد المتوفين جراء الظروف الإنسانية المتردية في المخيم. ومن سوء طالع أولئك النازحين وفي ضوء عدم وجود ضمانات أمنية أميركية أصبح من المتعذر تقديم المساعدات الإنسانية للمخيم لأن الظروف الخطرة تحول دون وصول تلك المساعدات إليهم. |
|