تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قمة اسطنبول واختبار النيات التركية

الثورة
دراسات
الثلاثاء 30-10-2018
ترجمة غادة سلامة

اعتبر مركز بحوث أمريكي أن قمة اسطنبول حول سورية لم تخرج بنتائج مطلوبة لأنَّ الاتفاق الذي توصلت إليه تركيا وروسيا بشأن محافظة إدلب شمال سورية يعدّ اختباراً حقيقياً لنوايا تركيا وتحديا كبيراً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان،

إذا هو استطاع إقناع اتباعه من المسلحين الإرهابيين في ترك سلاحهم وترك ادلب لأهلها وعودتها إلى حضن الدولة السورية، والتخفيف من معاناة أهالي إدلب من بطش هؤلاء الإرهابيين، وأن تنفيذ الاتفاق سيكون اختباراً حاسماً وواضحاً لصدق ونية أنقرة في التعاون مع روسيا من أجل إيجاد حل للحرب على سورية.‏

وأكد مركز البحوث الأمريكي عن اعتقاده وقناعته بأن تنفيذ الاتفاق سيكون صعباً للغاية كون تركيا كانت وما زالت تدعم المسلحين وهم موالون لها، وسيتوقف هذا الأمر على قدرة تركيا على إقناع الميليشيات الحليفة لها بإلقاء السلاح الثقيل وإخراج جميع الفصائل الإرهابية المتطرّفة من منطقة خفض التوتر التي تم الاتفاق عليها منذ فترة، ويشير التقرير إلى أن المجموعات الإرهابية المسلحة الموالية لتركيا في إدلب وافقت على الاتفاق شكلاً وظاهرياً لكنها لم توافق على ترك سلاحها وهو المضمون الحقيقي والاختبار الواقعي لنوايا هذه المجموعات الإرهابية المتعاونة مع تركيا وبالتالي هي امتحان أيضاً حقيقي لقدرة تركيا على ردع هذه المجموعات الإرهابية التي مولتها وسلحتها سابقاً، وهي اليوم لا تستطيع إقناعها أو بالأحرى لا تريد فرض أي شيء عليها.‏

كما يشير تقرير مركز البحوث الامريكي الى أن موقف مجموعة إرهابية تدعى حرّاس الدين وهي ميليشيا صغيرة في إدلب رفضت الاتفاق وطلبت من مسلحيها الإرهابيين الاستمرار بالقتال وترويع السكان الأمر الذي زاد الأمور تعقيداً وساهم في نقض اتفاقية وقف إطلاق النار أو منطقة خفض التوتر المتفق عليها. ويتوقع الكثير من الخبراء العسكريين انه حتى وإنْ استطاعت تركيا إقناع الإرهابيين التابعين لها بترك السلاح والانسحاب يبقى السؤال المطروح بقوة إلى أين سيذهب هؤلاء المتطرفين الإرهابيين إلى تركيا مثلاً؟ وهل ستقبلهم تركيا على أراضها وهل سيقبل الشعب التركي بوجود هؤلاء المتطرفين بينهم؟.‏

ويقول الخبراء، إن القمة الرباعية لن تكون مجدية ومحاولة إيجاد حل دبلوماسي وسياسي لن ينفع مع المجموعات الإرهابية المسلحة، ولكن كما تقول الصحافة الغربية تعد القمة محاولة للرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية لذرّ الرماد في العيون لإيجاد حل وإنقاذ ما تبقى من الإرهابيين في سورية من خلال إيجاد حل سياسي وتأجيل الحل العسكري، أما الجانب التركي فالمهم له ألا يكون الأكراد على حدوده وقضية الأكراد مسألة مهمة جداً لتركيا، وهي أي تركيا تريد مساعدة أوروبا لها في هذه القضية الكردية، وأهم بلدين يمكن لتركيا الاعتماد عليهما في هذا الأمرهما ألمانيا وفرنسا، وتركيا يمكن لها خطب الود الأوروبي أيضاً من أجل حل مشكلة اللاجئين وعدم قدرتها على تحمل عبء اللاجئين السوريين في تركيا وأيضاً التقارب مع الاتحاد الأوروبي. فتركيا تطمح إلى الانتماء إلى الاتحاد الأوروبي لكن من المستبعد أن يحصل أردوغان على مثل هذه الهدية التي يطمح إليها منذ سنوات كما أن أوروبا لديها أكثر من إشارة استفهام حول تركيا وأردوغان الأمر الذي يجعل من المستبعد قبول تركيا في الاتحاد الأوروبي.‏

هذا والتقى أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في محاولة لإيجاد حل دائم للحرب على سورية التي روّعها الإرهاب منذ عام 2011. وفي الشهر الماضي، اتفقت تركيا التي تدعم الارهابيين مع روسيا على إنشاء منطقة منزوعة السلاح حول إدلب من اجل حماية المدنيين، ومع ذلك استمرت الاشتباكات في إدلب منذ ذلك الحين بين الفصائل الإرهابية، ففي يوم الجمعة قُتل سبعة مدنيين، وهو أعلى عدد من القتلى منذ التوصل إلى وقف إطلاق النار.‏

وتحدث البيان الختامي للقمة الرباعية عن «الحاجة إلى ضمان وصول المنظمات الإنسانية بسرعة ودون عوائق إلى جميع أنحاء سورية وتقديم مساعدات إنسانية فورية للوصول إلى جميع المحتاجين». وقالت أيضاً إنه يجب تهيئة الظروف «في جميع أنحاء البلاد من أجل العودة الآمنة والطوعية للاجئين والمشردين داخلياً».‏

وقال دي ميسورا في مؤتمر صحفي في مجلس الأمن حول نتائج زيارته لسورية «سأذهب إلى إسطنبول لأبلغ كل من فرنسا وألمانيا وروسيا وتركيا بشأن سورية، ولكن نتائج القمة تشير الى انه لا يوجد حل مجدي بشان ادلب في الشمال السوري.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية