تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حورية البحر

ملحق ثقافي
2018/10/30
فضيلة نظام

أهيمُ في موجكَ الرهيبِ

كحوريةٍ تبحثُ عن رفيقِ‏‏

سَئمتُ من اليابسِة وأهلِها‏‏

فلم أجدْ سوى البحرِ العميقِ‏‏

مياهُكَ المالحةُ تجعلِني مليحةً‏‏

فأنا الحوريةُ وأنتَ رفيقي‏‏

تحملُني موجةٌ على ظهرِها‏‏

وترميني إلى موجةِ الحبِ العميقِ‏‏

**‏‏

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

سبعُ بُحورٍ عمْتُ فيها‏‏

فلم أرَ مثلَ موجِكَ الرقيقِ‏‏

زُرقَتُكَ ليستْ منَ السماءِ‏‏

بل من زرقةِ عينِ العشيقِ‏‏

تُناديني فأرتمي في أحضانكَ‏‏

كعابثةٍ لا تبالي لقولِ الفريقِ‏‏

لا أهابُ القرشَ فيكَ لكنني‏‏

سأجعلُ منَ القرشِ غريقي‏‏

أغوصُ في أعماقِكَ ولا أُبالي‏‏

فأنا حوريةُ البحرِ وسرُهُ الحقيقي‏‏

**‏‏

تلامسني الشمسُ على موجِكَ‏‏

وتحنو عليّا.. فيشعِلُها حريقي‏‏

أتنفسُ من هواكَ حُريتي‏‏

فتعطيني ما حُرمتُ من الشهيقِ‏‏

إن قابلتُ في مياهِكَ إنساً‏‏

سأجعلُهُ في واديكَ السحيقِ‏‏

ولن يكونَ لي سِواكَ حبيباً‏‏

ولن يكونَ سوى الجنُ صديقي‏‏

**‏‏

أيا بحرَ المحبةِ هلّا احتويتني‏‏

كما تحتوي الزهرةُ منْ رحيقِ‏‏

وما أنا سوى امرأةٍ تذوبُ‏‏

فيكَ كسكّرةٍ تذوب في الريقِ‏‏

هديرُ صوْتِكَ للعلياءِ يأخذُني‏‏

فتنتشي الروحُ من عزفٍ وتصفيقِ‏‏

أهازيجٌ يرددها الأثيرُ صدى‏‏

لتَرانيمِ موجِكَ على الشطِ الأنيقِ‏‏

غُروبُ شمسكَ في المغيبِ أعشقُه‏‏

وتراقصُ شعاعها كالعقيقِ‏‏

نجومُ الليلِ تتهاوى عليكَ‏‏

لتُضيئ َوجهَكَ بنورِها والبريقِ‏‏

**‏‏

أيا بحرَ اللاذقيةِ كمْ أغويتني‏‏

بصفاءِ لونِكَ وسحْرِكَ العريقِ‏‏

تبثُني أشواقَكَ حينَ تَلقاني‏‏

ولا ترى مَنْ حولي من صديقِ‏‏

رَملُ شطِك يغارُ عليٌا منكَ‏‏

فيَجِذبُني إليهِ كالذهبِ العتيقِ‏‏

أعُودُ إليهِ من حُلمي وأغفوُ‏‏

لأفتَحَ عيني على عينِ الطريقِ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية