|
اقتصاد عربي دولي بل اختصارا لأصوات ملايين الجياع في العالم بعد أن جفت حلوقهم ويبست جلودهم بسبب الجشع الذي فرضته الرأسمالية الجديدة على امتداد كرة الأرض . هذا الجشع الذي جعل أميركا تستبيح العالم بإشعال الحروب والفتن والفوضى «الخلاقة» التي أرادتها بديلا عن الاستقرار وسيادة الدول على أراضيها وشعوبها . أميركا اليوم التي انفجر صمت جياعها ومظلوميها في دعوة لاحتلال وول ستريت كدليل لا يقبل الرد على رفض كافة أشكال الهيمنة والجشع والسياسات الاقتصادية الظالمة تجاه الأميركيين أولا وتجاه الشعوب الآمنة المحبة للسلام في العالم ، هي صرخة تكشف حجم الظلم الأميركي الذي اندفع لتصدير أزماته الداخلية وانتكاسات سياسته في استعمار الكون, فوقع في مستنقع الفشل الذي اسقط موازيين الهيبة ونقل العداء من الشعوب المقهورة إلى داخل البيت الأميركي في واحدة من أكبر المؤشرات على بداية السقوط الذريع لسياسات الإدارة الأميركية ولمنظومتها الاقتصادية بشكل عام. الحصان المهشم ولمعرفة المزيد حول تداعيات ما يشهده قلب أميركا اليوم نقرأ رأيا للدكتور محمد إسحق الريفي في بحث قدمه لجامعة غزة بعنوان أميركا تتمزق من الداخل قال فيه: يشبّه الأميركيون بلادهم بالحصان الخزفي المهشم الذي أعيد تجميع أجزائه العديدة ولصقها كي تبدو حصاناً متماسكاً. وقد صمد هذا الحصان بفعل المادة اللاصقة مدة طويلة، وجال في الأرض وصال، وعاث فيها فساداً، وأهلك الحرث والنسل, ولكن المادة اللاصقة التي تجمع أجزاء الحصان الأميركي بدأت تتآكل وتفقد مفعولها، وباتت الأجزاء مهددة بانفصال بعضها عن بعض، لتسقط الإمبراطورية الأميركية. ويضيف : يتحدث المفكرون وأساتذة الاقتصاد وكتاب الرأي الأميركيون اليوم عن فشل كل محاولات الحكومة الأميركية لحل الأزمة الاقتصادية الأميركية ووصولها إلى طريق مسدود، ولا أحد منهم يتحدث اليوم عن «النظام العالمي الجديد»، ويقولون إن الوقت المقرر لإنقاذ الاقتصاد الأميركي يوشك على النفاد. ويتحدثون عن تفاقم الأزمة الاقتصادية ووصول العجز الأميركي العام القادم إلى أكثر من 1400 مليار دولار. ويتحدثون أيضاً عن زيادة عدد المشردين في الولايات المتحدة وزيادة معدل البطالة وخفض مستوى الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية إلى حد متدن غير مسبوق، ما ينذر بزيادة عدد الموتى من أمراض قابلة للشفاء وتحول الوضع الصحي في الولايات المتحدة إلى نظيره في دول العالم الثالث، وذلك بسبب تدني مستوى الرعاية الصحية. من جانبه أكد أستاذ الاقتصاد الأميركي «بول كريغ روبرتس» استحالة خروج الولايات المتحدة من أزمتها الاقتصادية، مؤكداً أن لا سبيل لإنقاذ 300 مليون أميركي إلا بالثورة على المحافظين الجدد: وول ستريت، والشركات، وأذنابهم في الكونغرس والبيت الأبيض. وسيصبح الأميركيون تاريخاً ما لم يثوروا، على حد تعبيره. كما أكد أن كف الولايات المتحدة عن الحروب قد يحفظ لها بضع مئات مليارات الدولارات ويخفف من معاناة الأميركيين. 46 مليون فقير وفي التقرير السنوي الذي أعده مكتب التعداد السكاني الأميركي جاء فيه أن «فقراء أميركا يزدادون فقراً والأثرياء يزدادون ثراء في عهد الرئيس باراك أوباما» وأكد التقريرأن عدد الأميركيين الذين يعيشون تحت خط الفقر قفز إلى رقم قياسي وهو 46 مليون العام الماضي، ما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه الرئيس باراك أوباما والكونغرس، في الوقت الذي يحاولان فيه التصدي للبطالة وتباطؤ الاقتصاد. وقال التقرير إن نسبة الفقر في الولايات المتحدة ارتفعت للعام الثالث على التوالي إلى 15.1٪العام الماضي حيث كافح الاقتصاد للتعافي من الركود الذي بدأ في عام 2007 ، وشكل ذلك ارتفاعاً بنسبة 0.8٪ مقارنة بـ2009 حين بلغ عدد الفقراء في أميركا 43.6 مليون نسمة. كما انخفض عدد الأميركيين الذين تشملهم برامج التأمين الصحي التابعة لأصحاب العمل بواقع5.1 ملايين شخص على حين ارتفع عدد من يشملهم التأمين الصحي الحكومي بنحو مليوني شخص.ومن المرجح أن التدهور الاقتصادي الذي تشير إليه الإحصاءات والذي استمر في العام الحالي يشير إلى تقلص النمو وبقاءمعدل البطالة فوق 9% مع تزايد المخاوف من احتمال العودة إلى الركود. بداية النهاية والتداعيات على جانب آخر ثمة من يقرأ في أحداث وول ستريت التي دخلت أسبوعها الخامس ما يشير إلى دخول أميركا النفق المظلم مع تزايد وتيرة الاحتجاجات الأمر الذي يشير إلى بداية النهاية للسياسات الأميركية وربما أكثر من ذلك حيث قال مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي إن حركة «لنحتل وول ستريت» الاحتجاجية في الولايات المتحدة ستؤدي إلى القضاء على النظام الرأسمالي الأميركي. ومع مرور الوقت وانكشاف الفشل الأميركي في التصدي لانتفاضة المظلومين التي ساندها أحرار العالم والمحاولات التي تؤكد لجوء أميركا المأزومة اليوم لتصدير أزماتها لمناطقنا بات مشروعا السؤال عن إمكانية الانتقال للاستفادة مما يجري والعودة لصوت ضمير المواطنين العرب في التصدي لجميع أشكال المؤامرات بتعزيز قوة الاقتصاد والسياسة والمجتمع العربي على طريق وحدة المقدرات والأهداف. |
|