تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الهجوم على إيران    

هآرتس
ترجمة
الأحد 23-10-2011
  ترجمة : ريما الرفاعي

في حال أقدمت إسرائيل أو الولايات المتحدة على مهاجمة المنشآت النووية في ايران، وسواء نجح الهجوم أم لا، فلا شك أن ايران سوف تعتبره عملاً عدوانياً يتطلب ردا عسكرياً واقتصادياً وسياسيا شاملاً.

واذا حاولنا استطلاع طبيعة هذا الرد، فيمكننا أن نتصور عدة سيناريوهات على هذا الصعيد العسكري مثل اطلاق صواريخ على اسرائيل وعلى اهداف اميركية ومهاجمة اسرائيل بسلاح الجو (وهذا احتمال منخفض ) او استخدام سلاح البحرية ضد اهداف في الولايات المتحدة وفي إسرائيل وفي منطقة الخليج.‏

كما يمكن لايران ان تستخدم ضد اسرائيل حزب الله أو حماس، أو المبادرة الى عمليات في العراق ضد أهداف اميركية واهداف للحكومة العراقية المحلية وكذلك شن أعمال انتقامية في جميع ارجاء العالم ضد أهداف يهودية، اسرائيلية واميركية، اضافة إلى احتمال آخر، وان يكن ضعيفا وهو امكانية اطلاق الصواريخ من الأراضي السورية.‏

وفي المجال الاقتصادي – السياسي  وحده، أو بالتوافق والتداخل مع عمليات عسكرية يمكن ان يكون مثل هذا الرد عن طريق ضرب السفن التي تمر في مضائق هرمز او في مكان رسوها في الموانئ النفطية، ويمكنها أن تقلل حجم تصدير النفط والغاز من منطقة الخليج، الامر الذي سيؤدي الى رفع اسعارها في العالم. والرد الاشد الذي يمكن لايران ان تبادر اليه هو اغلاق مضائق هرمز في وجه النفط. ومن هذه المضائق تمر كمية نحو 40 في المائة من الطلب العالمي على النفط، وآثار اغلاقها على الاقتصاد العالمي سوف تتوضح من خلال المدى الزمني الذي سيستمر فيه الاغلاق.‏

وعلى أي حال ، في حال ردت ايران، وهذا هو الاحتمال المنطقي والمتوقع، فان كل المنطقة ستكون في حالة حرب. ووفق دراسات أجرتها مؤخرا مراكز بحثية تعمل مع مجلس الامن القومي في الولايات المتحدة، فان من يعتزم مهاجمة المنشآت النووية في ايران يجب أن يتوفر  لديه رد على كل امكانيات الرد الايراني. اما من ليس لديه هذه الامكانيات ، مثل اسرائيل  فيجب أن يكون محظورا عليهم القيام بمثل هذه الخطوة التي لا يعلم أحد أين يمكن ان تتوقف مفاعيلها وآثارها.‏

ومن خلال عملية تقييم الوضع الذي جرى في الولايات المتحدة قبل عدة سنوات، فقد تم حينذاك تحديد عدة أهداف يمكن أن تستهدفها أي عملية واسعة ضد ايران. ومن ذلك أنه ضمن اهداف اخرى يمكن منع ايران من الوصول الى هيمنة اقليمية (وهو هدف يمكن أن يتحقق حتى من دون استخدام القوة العسكرية) ومنع سقوط النظام في العراق، ومنع تدخل ايراني عام في العراق ومن أجل حماية اصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة، ولا سيما السعودية واسرائيل، والتأكد من أن النفط يواصل التدفق من الخليج تلبية لاحتياجات الطلب العالمي.‏

 ومن هنا، فان الاستنتاج الوحيد الممكن هو أنه اذا كان هناك هجوم، فانه سيتم من جانب الولايات المتحدة التي يتعين عليها ان تعد ردا مسبقا لكل امكانيات الرد الايراني. ولعل أخطر  رد ايراني  يمكن أن يحصل هو اغلاق مضائق  تيران.‏

وفي هذه الحالة، فان مراحل عمل الجيش الأميركي يمكن أن يكون وفق  الترتيب التالي:‏

 1-  مهاجمة الاسطول الايراني والقواعد والوسائل التي تستخدم لاغلاق مضائق هرمز.‏

 2-  مهاجمة منظومات مضادات الطائرات، ومراكز التحكم والرقابة، ومهاجمة سلاح الجو الايراني ومنظومة الصواريخ (مع التشديد على الصواريخ بعيدة المدى).‏

 3-  مهاجمة المنشآت النووية مع افتراض أن هذه المنشآت لن يتم اخفاؤها وتهريبها خلال المراحل الاولى من العمليات .‏

 ولا شك ان هذه خطة مركبة جدا، وتحمل معاني قاسية لايران وبقدر هام للعالم بأسره أيضا. وثمة من يدعي بأن تسريبها جاء لاقناع ايران بجدية الولايات المتحدة، أي إنه اذا ما أعلنت الولايات المتحدة نيتها بمهاجمة ايران، ربما تفضل طهران في هذه الحالة قبول التعاون مع المجتمع الدولي في الموضوع النووي، وحصره في الأغراض السلمية.‏

وخلاصة القول، فإن مهاجمة ايران لمنعها من الحصول على سلاح نووي، ليست  قضية مرفوضة مبدئيا، لكنها ليست موضوعا يخص إسرائيل، ويجب على هذه ألا تضع نفسها في صدارة المهاجمين، حتى لا تكون في صدارة المتلقين للرد الايراني.‏

بقلم  هيرتسل شبير ( رئيس قسم الأركان في الجيش سابق ومفتش عام الشرطة )‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية