|
فضاءات ثقافية
جزء منها مما جادت به قريحتها الإبداعية والجزء الآخر من أشعار الشاعر الإيراني الكبير أحمد رضا أحمدي من ديوانه الشعري «طيور بلا أجنحة»، والتي قامت ذات الشاعرة الإيرانية مريم حيدري بترجمته من الفارسية إلى العربية. فضاء المكتبة العمومية الذي انتعش ثقافياً، كان أيضا جسراً شعرياً مكن الحضور من المرور وبدون أي تذكرة إلى عوالم الإبداع الأدبي الفارسي عبر ما جاءت به قصائد شاعر إيران أحمد رضا أحمدي، وهي القصائد التي ألقتها الشاعرة مريم حيدري محيلة إلى فضاءات الشاعر أحمدي وتلك الأجواء التي عكست هواجس أحمد رضا الإنسان من خلال اشتغاله على تجربة الموت وتجارب أخرى تستحضر النهاية والخراب والانفصال بكل ما تحمله لحظات الفراق من أبعاد دلالية، عرف كيف يستنطقها الشاعر الإيراني أحمدي مستثمراً في الجزئيات والتفاصيل الجانبية في كل ما هو عادي واعتيادي بعيداً عن التعقيدات والانشغالات الاجتماعية، إذ تعد تلك التفاصيل في حد ذاتها عوالم تشي بالمد النوستالجي للأمكنة والأزمنة والأشياء التي تشكل أو تصنع العالم الإنساني أحمد رضا أحمدي. الأدب الفارسي الذي حضر إلى جوهرة المغرب العربي شعراً هذه المرة، لم يقتصر فقط على تلك المقتطفات من قصائد مهربة من «كرمان» و»طهران» للشاعر أحمدي وإنما أيضاً بمختارات شعرية أبدعتها الشاعرة مريم حيدري التي تعد في حد ذاته جسراً لغوياً يصل العرب بالفرس من خلال إتقانها للغة الضاد ولغة جلال الدين الرومي، واشتغالها أيضاً على الترجمة بالعربية والفارسية، حيث أبدعت ابنة «أهواز» الإيرانية في إلقاء قصائد شعرية كشفت عن ذلك الجانب التحرري للمرأة الإيرانية ورغبتها في ولوج عوالم أكثر انفتاحاً وحرية وسبر أغوار الذات الإنسانية التواقة دوماً للانعتاق. هذا وتشتغل الشاعرة الإيرانية على ترجمة أشعار الشاعرة الجزائرية لميس سعيدي، معتبرة أن الإبداع الشعري الجزائري يعرف تطوراً وانتشاراً واسعاً يتطلب قراءته بأكثر من لغة. |
|