تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وديع والذهب العتيق

رؤية
الأحد 23-10-2011
فادية مصارع

 اقترن اسمه بلبنان وجباله وأرزه، فمنها خرج صوته شجياً منشداَ لشموخها وعنفوانها حتى لقب بعملاق الأرز، لكنه تطاول في علياء سمائها ليصل إلى العالم، الهرم الرابع صاحب أغنية

(يابني بلادك قلبك عطيها) من غنى للشعوب وكان نصيراً لها في كل مكان، يرى أن بلاد العرب كلها وطن له، فهو وإ ن حمل الجنسية الفرنسية لايشعر بالانتماء إليها لأنه عربيٌ ابن عربي يفتخر بعروبته وينتمي إلى دين من يحبه ويحب وطنه، لذلك لايتورع أن يتبرأ من كل من يتنكر لأرضه وجذوره ومنبته، ناسياً أو متناسياً طعم خبز وملح بلاده، مستبدلاً ذهب قمحها ببترول أسود، الصافي يشبه ذاك الذهب العتيق الذي مهما صهرت سبائكه لايحترق ولايتغير ولاتتبدل ألوانه، فهو لم يقتت على موائد الملوك والأمراء، ولم يخطب ود أحد منهم، فبقي الفنان والإنسان المغني والملحن للوطن والعروبة، ويأبى إلا أن يكون كذلك حتى آخر يوم من حياته،فقد استثمر سنوات عمره المديد بالسعي لرفع شأن الأغنية العربية التي يحزنه ماوصلت إليه حالها  من ترد وهبوط وفقدان للقيم التي تعد أهم مايميز الفن العربي الراقي.‏

رغم تعبه لم ييأس ويرى ونرى بأن الهمة لاتزال موجودة لديه ليعطي المزيد، لابل إنه واثق بأن بمقدوره أن يعيد ذاك الزمن الجميل، وهو ما سمعناه في أغنيته  «قلتكن بالباقي رح عيد الزمن» والتي تجمع بين عراقة الماضي وروح الحاضر،الفنان الكبير يعتبر أن الأصالة ليست اسماً يدوّن في السجل المدني للبلدالذي عاش وترعرع المرء فيه،وإنما في المواقف التي تبقى على مرّ الزمن، ويسجلها أيام المحن.‏

أمد الله في عمره..لعله يستطيع أن يعيد زمن الفن الأصيل.‏

fadiamsr@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية