|
سنابل الطفولة
لكن للأسف لم يكن حلماً بل كان حقيقة ، إذ قامت أمل الحلوة ذات الشعر الممشط المزين بالربطات الملونة ، قامت وشعرها منكوش وثيابها ممزقة ، نظرت حولها وهي تذرف الدموع الغالية ، وإذا بكل شيء ينطق : لا سامحك الله أيها العدو المتوحش، صرخت أمل : ماذا فعلت أنا؟ وماذا فعلت لك غزة أيها العدو الصهيوني؟ سريرها قد تحول الى ألف قطعة ، قال لها : اهدئي يا أمل ، سيصنع لك نجار غزة ألف سرير آخر تنامين عليه بهدوء، قالت لها ثيابها المحروقة والممزقة : لا تحزني يا أمل ان اصدقاءك من كل البلدان العربية الشقيقة سيرسلون لك الثياب المزركشة ، حملت أمل لعبتها ، وقالت لها : ألست أنا مثل كل الاطفال الذين يستمتعون بألعابهم؟ قالت لها اللعبة: لا تحزني يا أمل سوف أبقى الى جانبك ، وأحمل معك هموم غزة الجميلة ، سمعت مواء قطتها الصغيرة ذات اللون الابيض ، قالت لها قطتها الناعمة : لاتحزني يا أمل حتى الحيوانات التي أمر الله الرفق بها لم يتركها هذا العدو المتوحش ، ولكن سأبقى على قيد الحياة، وسأسليك وأساعدك على نسيان الوحدة والغربة ، تجولت أمل بين حطام البيوت والنوافذ والأبواب المتكسرة ، ولكنها كل مرة تزداد صموداً، وتتعلم من الاشياء التي حولها - المقاومة - عثرت أمل على أقلامها ودفاترها ، ففرحت كثيراً لأنها قالت بصوت عال: إن قلمي أقوى من أسلحتكم أيها الظالمون ، سأكتب للعالم أننا أطفال أبرياء ، لم نفعل شيئا لإسرائيل سوى اننا نحب أرضنا ، ونريد أن تبقى لنا، نحب أشجارنا ، ونأكل من ثمارها ، نحب ان تكون لنا أسرة مثل كل أسر أطفال العالم ، نحب ان نلعب ونمر ح ونضحك ، وقفت أمل على تلة من الاشياء المدمرة ، كتبت قصيدة من الشعر عن - المقاومة- وغزة هذه الشاعرة الصغيرة المدللة .. كانت كل الاشياء حولها ، وجثامين كل الشهداء ، ونهر الدماء الطاهرة ، يصفقون لها بحرارة ، ويقولون : لاتحزني ، كوني يا أمل المقاومة ، كوني صامدة ، رسمت أمل علم فلسطين ورفعته بعد ان قبلته ثم جلست تحت شجرة ، وقالت لها : سأظل مثلك صامدة ، ولن أستسلم للحزن ، ولن يهزمني هذا العدو الذي يخاف من الأطفال قبل الكبار .. |
|