تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


2013 ذروة الانفجارات الشمسية

فلك
الأحد 23-10-2011
يذكر أحيانا علماء الفلك ما أسموه الشمسية (الرياح الشمسية) وهي عبارة عن مجالات مغناطيسية وليس رياحا حقيقية كما يظن البعض،وهي تتدفق بجزيئاتها المتأنية

على الأرض بسرعة نصف مليون كيلومتر في الساعة، وغالبا ما ينظر إليها من على الأرض كمنظر جميل وخلاب ورومانسي، خصوصا لحظات الشفق، من دون أن يعلم معظم المتأملين في المنظر الساحر أن درعا واقيا يحمي الأرض من الرياح الشمسية ذات السرعة الفائقة والتأثير المدمر.‏

وهو الدرع المغناطيسي للأرض الذي يغطي الكوكب من جميع الجهات،ولكن تبين حسب اكتشاف مجموعة علمية ، أن الدرع قابل للتسرب وأن حجم الفتحات فيه (حوالي سبعة) قابلة للزيادة والتوسع.‏

ويتزايد عدد الانفجارات الشمسية بدورة كل 11 عام تقريباً، والشمس حالياً تتحرك باتجاه أقصى حد للنشاط الشمسي ومن المحتمل أن تصله عام 2013، وهذا يعني أن مزيد من المقذوفات والانبعاثات الشمسية بانتظارنا،وبالطبع فإن لبعضها طاقة صغيرة ولكن لبعضها الآخر طاقة كبيرة تكفي للوصول إلى الأرض.‏

سرعة طاقة عالية‏

وتستطيع الانبعاثات الشمسية الناتجة عن انفجارات على سطح الشمس أن ترسل الطاقة والضوء والجسيمات المشحونة ذات السرعات العالية في الفضاء,غالياً ما ترتبط هذه الانبعاثات مع العواصف المغناطيسية الشمسية المعروفة باسم الكتل الإكليلية المقذوفة ( اختصار لــCMEs ) .‏

ومن المعروف أن أكبر المقذوفات تعرف بالصنف X وذلك استناداً إلى تصنيف يقسم الانفجارات الشمسية وفقاً لقوتها والطاقة المحملة بها وتبدأ بالأضعف من الصنف A ويتبعها B ثم C فــM وأخيراً X وهي تشبه إلى حد ما مقياس ريختر للزلازل وذلك من خلال درجات القياس فمثلاً الفئة X أقوى بعشرة مرات من M وبـمئة مرة من C وكل فئة تدرج من 1 إلى 9 فمثلاً 2B أضعف من 7B وهكذا .‏

أما الفئة C فتتميز بانفجارات متوسطة ولا تؤثر بشكل ملحوظ على الغلاف الجوي للأرض أما بالنسبة للفئة M فالمقذوفات تكفي لإحداث انقطاع في البث الإذاعي لفترات وجيزة في القطبين وتسبب تهديداً حقيقاً لرواد الفضاء ولمحطات الفضاء والأقمار الصناعية .‏

بينما الفئة X ورغم أنها الفئة الأخيرة ولكن كما أسلفنا سابقاً مقسمة إلى تسعة أقسام وبالتالي هناك فرق كبير بين 1X و 9X كما حدث في عام 2003 ،حيث أن الانفجارات بين أقسام هذه الفئة تختلف بمدى تأثيرها وشدتها ولكنها تشكل الحد الأقصى للانفجارات الشمسية ،ورغم ذلك هناك اقتراح لتمديد الأقسام ليصل للحد 28X والذي يكفي لتدمير كل الأجهزة الالكترونية والاستشعار عن بعد وما له علاقة بذلك.‏

إن هذه الفئة تشكل حتى الآن أقصى ما يمكن تخيله عن الانفجارات الشمسية أو حتى تصوره حيث إن كل حلقة من حلقات الانفجار في هذه الفئة أكبر من حجم الأرض كاملة بعشرات المرات وتسبب ازدياداً كبيراً للحقل المغناطيسي للشمس وتداخلها مع بعضها وتسبب إعادة انفجار سطح الشمس بسلسلة غير معروفة النهاية، ويعادل كل انفجار مليارات القنابل الهيدروجينية وبنفس القوة.‏

تأثر الكهرباء والاتصالات‏

هذه الانفجارات تتسبب في عواصف شمسية طويلة ومتتابعة تقضي على الأقمار الصناعية وأنظمة الاتصالات وشبكات الكهرباء وكل التكنولوجيا الأرضية ويكفي ما حدث في 5 و6 كانون الأول عام 2006 على سبيل المثال حيث حدث انفجار شمسي من الفئة 1X تسببت بانهيار منظومة الـ GPS وقتها وتشويش على محطات الاستقبال الأرضي وانهارت بورصة شيكاغو للسلع وحدث اضطراب في أمريكا وحوادث سرقة بسبب انقطاع التيار الكهربائي .‏

وكالة نوا( المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ) وغيرها من الجهات المعنية تكاتفت للتصدي للعواصف الشمسية وتقوم بمراقبة مستمرة للشمس وللحقل المغناطيسي الشمسي تخوفاً لإعادة ما حدث في 2006 .‏

وقد أطلقت ناسا أقمار صناعية لتقوم بالإنذار المبكر عن الانفجارات الشمسية لتفادي أضرارها الهائلة والتي قد تكون كارثية على الحياة البشرية.‏

تعطيل رحلات الفضاء‏

وحول الانفجارات الشمسية أيضا يتوقع باحثون من جامعة ردينغ البريطانية أن تشهد العقود المقبلة نشاطا أكثر في العواصف الشمسية يكون لها تأثير معرقل ومعطل لحركة الملاحة الجوية، ورحلات الفضاء الخارجي.‏

وتوقع العلماء في دراسة نشرتها مجلة جيوفيزيائية متخصصة انه مع دخول الشمس إلى مرحلة النشاط الشمسي الأدنى، ستكون الأرض معرضة أكثر فأكثر لمزيد من الإشعاعات الشمسية الضارة.‏

ويقول الباحثون: إن الشمس حاليا تمر بمرحلة تعرف بالنشاط الشمسي العظيم، وهي فترة بدأت منذ عشرينيات القرن الماضي، واستمرت طوال فترة ما عرف لاحقا بعصر الفضاء.‏

ويذكر مايك لوكوود بروفيسور بيئة وفيزياء الفضاء الخارجي في جامعة ردينغ أن جميع الدلائل تشير إلى أن الشمس ستخرج قريبا من مرحلة النشاط العظيم،وانه في حالة النشاط الشمسي العظيم يكون حجم بقع الشمس اكبر في ذورة الدورة الشمسية وطولها 11 عاما ،وأن متوسط عدد اللهب الشمسية والأحداث المرافقة لها، مثل الانبلاجات الشمسية الكبيرة يكون أكثر.‏

ويضيف: انه من الجانب الآخر، أي في حالة النشاط الشمسي الأدنى، لن يلاحظ وجود تلك البقع لعدة عقود، وان آخر مرة لوحظت ظاهرة كهذه كانت خلال الأعوام من 1650 إلى 1700.‏

ويشير البحث إلى أن معظم النشاطات الإشعاعية ستضرب الأرض خلال فترة النشاط الشمسي الوسطي، حيث يعتبر ارتفاع معدلات الجزيئات الناتجة عن هذا النشاط مشكلة للملاحة الجوية والاتصالات، وهي تقنيات لم تكن موجودة عندما واجهت الأرض ظاهرة شمسية كهذه، وقد أجرى البحث على أساس القرائن والدلائل التي جمعت من تأثر عمق التجمعات الجليدية القطبية، وجذوع الأشجار، والتي يعود تاريخها إلى نحو عشرة آلاف سنة مضت.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية