|
حدث وتعليق لكن الغريب العجيب أن يصم مجلس الأمن والعالم الغربي آذانهم ويغمضوا عيونهم عن مئات المدن المنتفضة ضد سياساتهم بدءاً من ساحة «وول ستريت» وانتهاءً بآخر معاقل الرأسمالية في أوروبا مع ان إعلامهم يصرخ نهاراً جهاراً بأن قيم العدالة والحرية وحقوق الانسان لا تتجزأ وأن الإنسان يقاوم القهر والجوع والاستعباد حيثما كان في الغرب أو الشرق ومهما كان لونه أسود أو أبيض أو أصفر أو كانت ديانته وانتماؤه السياسي. ليس سراً إذاً ان نرى كل مانرى في عالمنا العربي والاسلامي لأنهم أرادوا منذ مابعد 11 أيلول بل وقبله بكثير ان تكون هذه المنطقة الممتدة من حدود الصين الى المغرب سوقاً استهلاكية لبضائعهم وهذا يقتضي بالضرورة ان تسود ثقافة الاستهلاك وقيم الغرب بأرضنا وأطفالنا وأن تتحول مجتمعاتنا الى مجتمعات بلا هوية ولا تاريخ ولا حضارة، وحتى بلا رموز سياسية أو وطنية أو دينية مهما كانت هذه الرموز على خطأ أو صواب، عميلة لهم أم مقاومة لسياساتهم وثقافتهم ، محبوبة أو مكروهة ، المهم أن تلغى وتعدم وتضرب وتهان. هذا الامر استدعى ان تنسق الحدود وتلغى سيادات الدول وقرارات الحكومة تحت مسمى «اتفاقية التجارة العالمية» ثم ضرورات «العولمة» فاخترعوا الحروب الاستباقية والاجهاضية بعد «فيلم برجي التجارة» واليوم لابد ان يكتمل المشهد بالتفتيت الاثني والطائفي والقومي والجغرافي. ومع كل أسف هناك من ساهم بإخراج السيناريوهات لتتم تصفية «بن لادن» بتلك الطريقة وعدم السماح بدفنه على وجه الأرض وطي صفحته في أعماق المحيطات والبحار ، ولتتم محاكمة مبارك وهو عاجز وسحل القذافي وضربه وقتله ومحاصرة البشير بقرار الجنائية الدولية وتهريب بن علي وإصدار الأوامر لصالح ، وقبل هؤلاء أعدموا صدام وجعلوا ذاك المشهد ويومه «الأضحى» يوم بداية فتنة بين مكونات الأمة «وبأيدي بعض أبنائها» ليقولوا للأمة لم تعد تنفعكم عقيدتكم ولا حضارتكم العربية الأصيلة وقيمها المثالية ، ولا أي اسم مشهور بينكم «بغض النظر عن رأينا نحن العرب بكل تلك الأسماء» ولا ينفعكم إلا قيم الاستهلاك الغربية وثقافة الديمقراطية على الطريقة الغربية ، فهل أدركتم سبب «فرق العملة» بين وول ستريت واليمن؟! |
|